رياض الزهراء العدد 165 شمس خلف السحاب
أَحرُفُ السَّمَاءِ
عندما تأتي الجمعة تختلط الأشواق بالحيرة نقف هنا، نبحث هناك نبحثُ عنهُ بكلّ ما أؤتينا من حبٍّ له ولهفة! نتصفّح السنين نسيرُ بين أزقّة الانتظار نستريح عند دكّة الملتقين بأنواره! تنساب حروف الحكاية منهم فينا فتتلاشى الروح، حتّى تكاد لا يُرى منها بقايا آمالٌ تُنشر راياتها عالياً أهدافٌ تُرى على خطِّ أفق المُجدّين في السعي ظروفٌ متداخلة، ظواهرها تتشابك بدقّةٍ وحكمةٍ، مع بواطنها لا تتشابه ملامح وجوههم وإن كانت تعلوهم ذات السيماء، والهالات النوراء إنّما ملامح القلوب كانت وكأنّها من سِنخ واحد، وأخالها كذلك فعلاً وما من نهاية لكلٍّ منها وإن بدتْ عكس ذلك وأنّى للنهاية أن تُختَمَ ما لم يأذن الجليل له! أسيرُ معهم عطشى ككلِّ مرّة لرؤيته لأنفاسه، لخطواته وجميعهنّ أمامي لكنّ ذنوبي حجبت عينيّ عن رؤية إمامي! صمتٌ من الرواية يدويّ في الأفلاك عند مشارف حكايته التي تصدح بلغة أهل الأرض إلّا أنّ قلبي يتلقّفه بأحرف السماء: (إنَّهم يَرَوْنَهُ بَعِيداً وَنَراهُ قَرِيباً) (المعارج:6) تمتدّ الحكاية لتعبرني، أو لعلّنا نعبر سويّة إلى حضورٍ يملأ الأرض عدلاً وقسطاً بعد ما مُلِئت ظلماً وجوراً على هامة الأزمنة والأمكنة يقف الحاضر الذي لم يَغب عنّا حين غاب الطيّب ابن الطيّبين الأطياب!