رياض الزهراء العدد 165 شمس خلف السحاب
حَقِيقَةُ الانتظارِ
الصدق مع الذات ومعرفة خبيئة النوايا التي تنطوي عليها قلوبنا أَمر ضروريّ، وهل نحن ممّن يريد نُصرة الإمام (عجل الله تعالى فرجه) حقّا؟! الكلّ يدّعي هذه النيّة، لكنّ السؤال هو أين العمل للوصول إلى هذا الهدف السامي؟! انتظار الفرج هو الفرج، نعم. انتظار الفرج والعمل للوصول إلى الغاية العظمى وهي نُصرة الحقّ تحت راية الإمام المنقذ (عجل الله تعالى فرجه) هو الفرج الحقيقيّ؛ لأنّنا سوف نسعى إلى أن نكمل أنفسنا، ونقوّم سلوكنا، وننشغل بما يقرّبنا من الغاية وهذا هو النصر الحقيقيّ؛ لأنّنا سَواء تشرّفنا بنُصرته (عجل الله تعالى فرجه) وهو غاية المنى والفوز العظيم، أم لم يتمّ لنا هذا ورحلنا عن هذه الدنيا قبل قيام دولته الموعودة فنحن رابحون؛ لأنّنا تخلّصنا من المفاسد والشرور في ذواتنا وكوامن أنفسنا، فنرحل ونحن على نقاء وصفاء روحيّ وتكامل أخلاقيّ يقرّبنا إلى إمامنا ليكون شفيعنا، وشفاعته (عجل الله تعالى فرجه) أعظم ما يرجوه المؤمن؛ لأنّه يتخلّص بعدها من كلّ ألم وخوف وبؤس، وهذا ما كنّا نبغي، فما أجمل أن تكون خاتمة أعمارنا سعياً وجهاداً بالقلوب والأعمال وبذل النفيس لنصرة الإمام (عجل الله تعالى فرجه) وتمهيداً لظهوره المبارك، وقد قال تعالى: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) (العنكبوت: 69).