"جُرّوا إِلينا كُلَّ مَودَّةٍ"(1)

إيمان صالح الطيّف
عدد المشاهدات : 464

وصايا أهل البيت (عليهم السلام) وتعاليمهم تحثّ المؤمن على التزام الإيمان منهجاً وسلوكاً عمليّاً في حياته، وأن يربّي نفسه وعياله والناس عليها، وقد تنوّعت تلك الوصايا بين أخلاقيّة وروحيّة واجتماعيّة وتربويّة، وغير ذلك. وفي وصيّة للإمام الحسن العسكريّ (عليه السلام) إلى شيعته جاء فيها: "أوصيكم بتقوى الله والورع في دينكم، والاجتهاد لله، وصدق الحديث وأداء الأمانة إلى من ائتمنكم من بَرٍّ أو فاجر، وطول السجود وحُسن الجوار، فبهذا جاء محمّد (صل الله عليه وآله)، صلّوا في عشائرهم واشهدوا جنائزهم وعودوا مرضاهم وأدّوا حقوقهم، فإنّ الرجل منكم إذا وَرِع في دينه وصدق في حديثه وأدّى الأمانة وحسّن خُلُقه مع الناس قيل: هذا شيعيّ فيسرّني ذلك، اتّقوا الله وكونوا زيناً ولا تكونوا شيناً، جُرّوا إلينا كلّ مودّة وادفعوا عنّا كلّ قبيح.."(2) هذه الوصيّة وغيرها من وصايا أهل البيت (عليهم السلام) مجرّد معرفتها الذهنيّة لا قيمة لها فلا بدّ من العمل بها خصوصاً في ظلّ الظروف العصيبة، والأحداث الخطيرة التي تمرّ بها الأمّة الإسلاميّة بل العالم أجمع. نلاحظ في الوصيّة الابتداء بتقوى الله تعالى، فهي ملازمة لكلّ شيء، فلا يصحّ المسار إلّا في إطار التقوى، حتّى تُصبح ملكة نفسانيّة ثابتة تُنجينا مِن الوقوع في الشُبهات، ولهذا نجد اليوم التراشق بالألفاظ، والحقد وسائر التصرّفات السيّئة، إضافة إلى الكذب والافتراء، وسببه غياب التقوى. فالتصرّف الصحيح والإنسانيّ بالتقوى والورع وصدق الحديث وأداء الأمانة وحُسن الجوار والتواصل الاجتماعيّ مع الناس جميعاً وإن اختلفوا معنا في المذهب أو الدين بعيادة مرضاهم وتشييع موتاهم وأداء حقوقهم، فإنّ الناس ستمدح هذا الشيعيّ، وهذا الأمر يسّر الإمام (عليه السلام)، والتصرّفات السيّئة تجلب السمعة السيّئة وربّما المسّ بالإمام (عليه السلام)، فوظيفة أتباع أهل البيت (عليهم السلام) ترتبط بعنصري الجذب والدفع، إي جذب الناس إلى التمسّك بأهل البيت (عليهم السلام) عن طريق السلوك السويّ، والتخلّق بأخلاقهم، ودفع كلّ قبيح عنهم. وهذا هو خطّ الأئمّة (عليهم السلام)، وهو خطّ يمتدّ بامتداد الحياة، لذا إذا أردنا أن نكون في خطّ الولاية لهم فلتكن ولايتنا ولاية الموقف والعمل، لا ولاية العاطفة الساذجة؛ لنجرّ إليهم كلّ مودّة، وستبقى وصايا أهل البيت (عليهم السلام) منارة لكلّ الأجيال ونوراً يُضيئ لنا الطريق نحو التكامل. ................... (1) تُحف العقول عن آل الرسول: ص310. (2) المصدر نفسه. الأسئلة س1: اذكري آية قرانيّة تحثّ على مودّة أهل البيت (عليهم السلام) س2: بعد قراءتكِ الموضوع، هل تجدينَ نفسك من الذين يجرّون المودّة إلى أهل البيت (عليهم السلام) بتصرّفاتكِ؟ الجواب بينكِ وبين الله تعالى، لا داعي للإرسال. أجوبة موضوع: (كَلَّا بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ) ج1: النبيّ محمّد (صل الله عليه وآله). ج2: "ارحم اليتيم وامسح على رأسه واطعمه من طعامكَ يلين قلبكَ وتدرك حاجتكَ".