رياض الزهراء العدد 81 مناهل ثقافية
أُمُّ البَنِينَ وقَرَابِينُ الطُّفُوف
نجمة احتضنت في حجرها قمراً أنار دربَ الكرامة.. كان سنا ضوئها يهتف بحبّ الإمامة.. فسمت في رياض الجنان تنعم، وبقرب آل النبي (صلى الله عليه وآله) تفخر.. من مثل أمّ البنين تنجب الأبطال.. أبطالٌ قادهم القمر ليقدّمهم قرابين في يوم الطفوفِ ليُرضِي ربّ الجلالة.. جزعت العرب عن مناجزته، فكادوا له بالسّهام.. وسدّدوا لعينه الشريفة سهماً حقوداً من فعل اللّئام.. أرادوا حرق قلب الحسين المقدام، فأسقطوه شهيداً مقطّع الكفوف من يمين وشمال.. في يومٍ كان حصد الرؤوس لبني هاشم غاية لفئة هم كالأنعام بل أضلّ سبيلاً.. فلقد شهد على ما في أنفسهم من الكفر ثغرهم: فلا خبر جاء ولا وحي نزل.. تلك فِعال بني أمية، شجرة ملعونة في القرآن موصوفة.. وعلى رغم أنوف الظالمين ما تزال راية العباس (عليه السلام) مرفوعة وبالجود مذكورة.. تهفو إليها قلوب الملايين، وتزحف لتعلن ولاءها.. لدين آل المصطفى، وملحمة سطرت حروفها بالدم..