سِرُّ الجَمالِ في الحِجَابِ

منتهى محسن محمد/ بغداد
عدد المشاهدات : 231

خصّ الله تعالى الأنثى بالرقّة والجمال والحُسن، حتّى إنّ العين لتخجل من جلال خلق الله تعالى وجماله الذي وهبه لهذه المخلوقة، فلقد أفرد لها الميزات حتّى صارت صورةً رائعةً لحُسن خَلقه وصُنعه تبارك وتعالى وهو أحسن الخالقين. وبإزاء هذه الصفات الحِسان وحفظاً لهذه المخلوقة المليئة بالنعومة قد حماها الباري من ضلالة الفتن وسوء المنقلب، وأمرها بالحجاب كي تحجب عن الناس أسرار جمالها وسحرها الأخّاذ إلّا لمَن أباح لهم ذلك في محكم كتابه المجيد. إذن هذه الجوهرة اللافتة للأنظار لا يمكن أن تتعرّض إلى سرقة العيون، أو تكون لقمة سائغة لكلّ من هبّ ودبّ، وإنّما وجب أن تُصان وتُؤمّن لها الحماية الكاملة الرصينة. فلهذا جاءت أحكام الشريعة الغرّاء تضع بعض الأحكام التي تحفظ للمرأة عفّتها وكرامتها وهيبتها عَبر تشريع الحجاب الذي أمّن للمرأة عزّتها وصان جمالها وسدّ أبواب الفتن، وردّ مواطئ الشيطان الذي حاول جاهداً التغلغل إلى دواخلها، وإيهامها بضرورة إظهار سحرها وأنوثتها تحت حجج واهية وقناعات زائفة محرّكاً الغرائز والأهواء. لذا كان من الضروريّ على الأُسر المسلمة التركيز على تربية البنات وَفق الأخلاق الحميدة المنضبطة بالأحكام والتكاليف السماويّة، والثقل الأكبر يقع على الأمّ، الحاضنة الأولى للفتاة في وسائلها الإقناعيّة وطُرقها الترغيبيّة الجذّابة بأهميّة الحجاب وفاعليّتة. إنّ البنت الصغيرة التي تجد في والدتها القدوة في التطبيق ستكون لديها الرغبة في ارتداء الحجاب بكلّ قوّة وإصرار، وإنّ زرع ذلك في الصِغر مهمّ جداً لتعلّق البنت به وعدم التنازل عنه في الكبر.