حَدِيثُ الكِسَاءِ

انتصار عبد مناتي/ بغداد
عدد المشاهدات : 181

منذ الصغر امتلأ سمعي، وسَمت روحي بترتيلةِ السماء ترنيمة تعلّمتها الملائكة والإنس من بنتِ خاتم الأنبياء (صل الله عليه وآله) تحكي قصّة أشرف أسرة في البشريّة جمعاء أنوار خمسة معلّقة بعرش ربّ العزّة والكبرياء كمشكاة فيها مصابيح العلم والحلم والشجاعة والسخاء في بيوت لا تُلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله تعالى بالصباح والمساء يُطعمون الطعام على حبّه كلّ يتيمٍ ومسكينٍ والأُسراء إنّما نُطعمكم لوجه الله تعالى لا نُريد منكم شكوراً ولا جزاء تجمّعت الفضائل كالنجوم تحت بردةً يمانيّة خضراء أضاءوا النفوس وطهّروا القلوب من كلّ شركٍ ورياء فكلّما ضاقت الدنيا بأسرتي لاذوا تحتَ الغطاء ونادوا اللّهم ثبّت قلوبنا على محبّتهم ونجّنا من البلاء وصار حبّ آل محمّد (صل الله عليه وآله) هو السعادة لمَن أراد البقاء وسار على نهجِهم الأجداد والأحفاد والآباء يا قرةَ عيني وثمرة فؤادي تردّدها أمّي عند النِداء لم ترفع كفّاً علينا يوماً ولا صوتها إلّا بالدعاء تسير على النهج الفاطميّ بالخُلُق الحَسن والعفّة والحياء لا تكلّف أبي ما لا يطيق، وتخفّف عنه الهموم وكلّ عناء وطالما ردّدت نحن سِلم لمَن سالمهم وحربٌ لمَن حاربهم من الأعداء وغذّتنا حبّ الوصيّ (عليه السلام)، وطاعة الله تعالى ورسوله (صل الله عليه وآله) والأولياء فاض بيتنا بالحبّ والوئام، وبمعرفتهم صِرنا من السعداء يؤلمنا ما يؤلمهم ويحزننا ما يحزنهم فهم خلفاء الله تعالى والأمناء طاعتهم نظامٌ للملّة وإمامتهم أمانٌ من الفرقة والأهواء فما خلق الله تعالى سماءً مبنيّة ولا أرضاً مدحيّة ولا قمراً منيراً إلّا لأجل أصحاب الكساء