رياض الزهراء العدد 165 لحياة أفضل
كَيفَ أَشكُرُهُ؟
إنّها حلمي، وعندما نبضت في أحشائي لم تسعني الفرحة، كانت أكبر من فرحة أيّ أمّ في الوجود؛ لأنّي طلبتها منه سبحانه أن تكون مميّزة، وأردتها أن تكون أنثى، وأن تكون نجمة في السماء تُضيء درب البشر، وتزرع الأمل لهم في الحياة، وأتى اليوم الذي وضعتها فيه، وصرت أنظر إليها ساعات وساعات، والفرحة لا تسعني وأنا أحدّثها بقلبي وعينيّ بأن تكون ما حلمتُ به لها، ومرّت الأيّام ولا أنسى اليوم الأوّل لذهابها إلى المدرسة، فقد بقيتُ هناك طوال اليوم وأنا أراقب تحرّكاتها ولعبها، وأحسستُ بالسعادة تخالجني. ومرّت الأيّام وجاء اليوم الذي انتظرتُه بفارغ الصبر وأنا على يقين بأنّ الله تعالى معي ومعها، ولكنّي لم أحدّثها يوماً عن حلمي، بل أتناجى مع ربّي، ومشكور ربّي الذي جعلها مثلما أُريد، وكان يومُ تخرّجها هو الآخر يوم سعادتي وتحقّق حلمي رغم مصاعب الحياة، فقد غمرني الفرح وأنا أرى نجمتي قد أخذت مكانها في السماء، والله يحيطها بعنايته وحفظه، وأصبحتْ مثلما أردتُ قبل أن تشخّص المرض وتضع العلاج لأيّ مريض مهما كان مستواه، تزرع الأمل والبسمة على محيّاه، وبعدها تعطيه العلاج ليخرج من عندها كلّه أمل، ولمختلف الأعمار حتّى الأطفال الراقدين تلاعبهم وتغدق عليهم بالحبّ والحنان قبل إعطائهم الدواء، ومن نِعَم الله تعالى أن يوفّق الأمّ لتربية البنت تربيةً صحيحةً وبناء شخصيّتها، وجعلها شخصيّة مميّزة في المجتمع، وفّقكِ الله تعالى يا بنتي لمرضاته وحفظكِ وسدّد خطاكِ لعلاج المرضى والتخفيف من آلامهم.