رياض الزهراء العدد 165 لحياة أفضل
دَاءٌ وَدَواءٌ..
لم يُخلق داء إلّا وله دواء، وما من فعل إلّا ويقابله ردّ فِعل، وما من سبب إلّا وله مسبّب، للجسم مضادّاته الخاصّة التي يحتاجها حين تنقصه، ومن الممكن أن يعوّضها بمضادّات خارجيّة تُعطيه المناعة لمُتابعة جُهده اليوميّ. أمّا الروح، فعِلاجُها من نوعٍ آخر، علاجها نور ودواؤها دموع المُناجاة، وشِفاؤها ذِكرُ الله تعالى، ألا بذكر الله تعالى تطمئنّ القلوب. قد تشعر في بعض الأحيان بضيق، وتوتّر، وقلق، وارتياب وعدم الارتياح، حتّى إن أشبعتَ ما تمليه نفسكَ عليكَ، فأنّكَ لا تشعر بالراحة، تحسّ بظلّ النقص يُلاحقكَ، وهذا بسبب ذاك النور المخفيّ فيكَ المُنتظِر الإفراج عنه! كيف تفرج عنه؟ بذكركَ الله تعالى، بزيارة بيوت الله تعالى والمراقد المقدّسة، بقراءة القرآن الكريم، أن تفرّح يتيماً وتهدي هديّة ولو بكلمة طيّبة لشخصٍ كبير في العمر. دَواؤكَ فِيكَ وما تُبصرُ ودَاؤكَ منكَ وما تَشعرُ وتَزعمُ أنّكَ جَرمٌ صَغير وفيكَ انطوى العالمُ الأكبرُ(1) استشعرْ قولَ الأمير (عليه السلام) وتنبّه، الداء والدواء فيكَ، كيف؟ نحنُ من نُيسّر الأمور بأنفسنا ونحن مَن نُصعّبها، مَن رأى بعينِ بصيرته سيرى كلّ شيء هو خير، كالسيّدة زينب (عليها السلام) إذ لم ترَ إلّا جميلاً، قالتها بسبب عِلمها ومعرفتها وبصيرتها، والبصيرة لا تفتح بابها إلّا لِمَن جاهد نفسه وأتى الله تعالى بقلبٍ سليم. سَلّم قَلبكَ لبارئه، وأصلح نفسكَ، وأظهر الطاهر من روحكَ. ففي كُلّ يوم نتنفّس فيه هو هديّة من الله سبحانه لتُشافي تلك الجروح الروحيّة التي خلّفتها نفسكَ! .............................. (1) الديوان المنسوب إلى الإمام عليّ (عليه السلام): ص58.