رياض الزهراء العدد 165 لحياة أفضل
الاكتِئابُ والمُجتَمَعُ
يُعدّ الاكتئاب من آفات المجتمع الحديث، فكلّما زادت الحياة تعقيداً أصبح الإنسان أكثر تعقيداً، ويزداد الصراع في داخله بين رغباته وطموحاته، وحقوقه وواجباته ومتطلّبات الحياة، ويستتبع ذلك حالة من التعقيد في كلّ مجالات الحياة، حيث يجد الإنسان نفسه يرزح تحت ضغط نفسيّ يدفعه إلى اليأس والاكتئاب، وبحسب تقارير منظّمة الصحّة العالميّة هناك أكثر من (300 مليون) شخص مُصاب بالاكتئاب حول العالم، وبهذا يعدّ الاكتئاب من أكثر الاضطرابات النفسيّة شيوعاً، وهو بهذا يعكس أثراً سلبيّاً في المجتمع، حيث يكون المصاب بهذا المرض فاقداً الأمل بالحياة، ويجعله غير مُثمر في المجتمع، حيث يتّسم الشخص المصاب بالاكتئاب بالتردّد وعدم الثقة بالنفس، وفقدان الاهتمام بالعمل والحياة الاجتماعيّة والنشاطات المعتادة، وبحسب أهل الاختصاص إنّ الاكتئاب ليس بالضرورة ناتج عن اضطراب نفسيّ، بل قد يكون ردّ فعل طبيعيّ لبعض الأحداث الاجتماعيّة والبيئيّة كالإجهاد النفسيّ، أو فقدان شخص عزيز، أو وجود مشاعر سلبيّة كخيبة الأمل وغيرها من الأسباب الأخرى، وممّا يسبّب انتشار هذا المرض هو عدم وجود التوعية المناسبة، ونظرة المجتمع غير الواعية للمصابين بالاكتئاب، ممّا جعل الكثير من المصابين به لا يسعون إلى العلاج خوفاً من وصم المجتمع لهم، ولهذا يجب تقديم الدعم الممكن إلى الأشخاص الذين يعانون من الاضطرابات النفسيّة من قِبل المجتمع والأسرة، مع تشجيعهم على الخضوع للعلاج اللازم لكي يحيوا حياة طبيعيّة ويكونوا أفراداً مُنتجين في المجتمع.