رياض الزهراء العدد 165 لحياة أفضل
النَّحلَةُ وحُبُّ العَمَلِ
مع إشراقة كلّ صبحٍ جميل تهبّ للعمل، تنتقل من زهرة إلى أخرى لتصنع العسل، شعارها التعاون ودِثارها الأمل، إنّها النحلة، مخلوق مبارك تحدّث عنها الكتاب العزيز وضُرِب لنا في الروايات بها المثل، تُرى لم لا نكون مثلها في عملها ونشاطها، ودقّتها وهمّتها، وجميل صُنعها وعظيم أثرها؟! كوني كالنحلة.. سلسلة مقالات هادفة، تأخذكم في جولة رائعة إلى عالم النحل العجيب، وتدعوكم إلى العمل الدؤوب. يذكر علماء الأحياء أنّ النحلة الشغالة تعيش في ضمن مستعمرة أنموذجيّة، ولها أعمال مهمّة في داخل الخليّة وخارجها، ففي الداخل تقوم بتربية اليَرقات، وتغذية نحل العسل، وإفراز الشمع، وبناء الخلايا وتنظيفها وحراستها، أمّا خارج الخليّة فتقوم بجمع رحيق الأزهار، وحبوب اللقاح والماء، وغير ذلك من الأعمال المهمّة التي تُسهم في تطوير الخليّة وزيادة إنتاجها. وهذا ما ينبغي أن نتعلّمه اليوم من عالم النحل المذهل فنقول: لا للفراغ، ونَعَم للعمل. لا يخفى على المتتبّع أنّ ديننا العظيم يدعونا إلى العمل والإنتاج، ويرفض أن نكون كسالى نعيش اتكاليّين على غيرنا أو نقتات من فُتات موائدهم، ويؤكّد أنّ الإنسان إنّما هو ابن سعيه واجتهاده في دنياه وآخرته، فالحصول على حياة كريمة هو رَهن العمل والحركة، والفوز بالجنّة والنجاة منوط بالعمل الصالح مثلما قال تعالى: (وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (الأعراف:43)، وفي الوقت الذي يؤكّد فيه الإسلام على العمل فإنّه يحثّ على أن يكون مُتقناً ولو كان بناء قبر!، وحادثة دفن النبيّ (صل الله عليه وآله) لسعد بن معاذ أكبر دليل على ذلك، فهنيئاً لأهل الجدّ والعمل، وتَعساً لأهلِ التسويف والكسل.