رياض الزهراء العدد 165 الملف التعليمي
التَّمارِينُ المَدرَسِيَّةُ والأَنشِطَةُ المَنزِلِيَّةُ
الواجبات المدرسيّة ما بين التفاعل وضعف الأداء تظهر على الساحة بردود أفعال مختلفة للتلاميذ وآبائهم حول محور إنجاز ما يُناط إليهم من دروس ووظائف يتطلّب إكمالها في البيت، فهناك مَن يرى أنّها استرجاع لما تمّ حفظه في المدرسة، واستحصال الفائدة بتكرار ما ذكر مسبقاً وإعادته، أمّا القسم الآخر فيرى أنّ البيت هو محطّة لأخذ قسط من الراحة والتمتّع بالحياة اليوميّة، والقيام بأعمال متنوّعة يختارها الأبناء بعيداً عن الصفّ والحصص الدراسيّة. يُشير بعض العلماء إلى وجوب توافر عدّة شروط لتتمّ الواجبات بصورة صحيحة، وهي: 1. أن يكون الهدف من الواجبات المدرسيّة تطوير الإمكانات والقدرات، وتنمية المهارات والخبرات المتنّوعة لدى التلاميذ بُغية زيادة معلوماتهم. 2. الأهميّة الأكبر هو أن يكون التلاميذ على علم ومعرفة بذلك الهدف عن طريق توعيتهم، وإيضاح أبرز الخصائص المنشودة لذلك الهدف لكونها تدريباً للتلميذ نفسه، ولا ينبغي أن تشكّل عبئاً وثقلاً عليه. 3. ينبغي أن تكون تلك الدروس عنصراً يبعث على المبادرة والاستكشاف والتحليل في ضمن الحدود المناسبة لكلّ فئة عمريّة، على أن تقتصر على الكتابة وترديد بعض المفردات اليسيرة للتلاميذ في المرحلة الأولى، وعند تخطّي أعتاب المؤسّسة التربويّة لضمان الاسترسال مع المناهج المدرسيّة والمعلّمين بشكل مَرِن يجذب التلاميذ ويحبّبهم في التواصل مع المجتمع. 4. الإشارة إلى تثبيت المعلومة لدى المتعلّم وربط ما درسه بالواقع عن طريق التطبيق مع الأخذ بعين الاعتبار أن تكون الوظائف الدراسيّة مختصرة وسهلة في الأداء، ومن الملاحظ أنّ الواجبات المدرسيّة المنزليّة لها في بعض الأحيان شأنها في جعل التلميذ أكثر تميّزاً وفي الوقت نفسه تكون وسيلة لتحسين التحصيل الأكاديميّ، وتتيح الفرصة للمتفوّقين للمضي نحو الابتكار، وزيادة نسبة التعلّم لديهم. أمّا التلاميذ المصنّفون في ضمن النسبة المتوسّطة في الأداء العلميّ فتشكّل لهم وسيلة للتقوية، ومعالجة بعض الإخفاقات، وتعزيز الثقة بالنفس بالمحاولة والتكرار، وعليه يجب عمل موازنة لإنجاز تلك المَهام المدرسيّة عن طريق التعاون بين المدرسة والأسرة بالتواصل والمتابعة المستمرّة بكلّ ما يتعلّق بالتلميذ، سَواء كان إتقانه لبعض المهارات والخبرات اللغويّة والحركيّة للوقوف على أهمّ الجوانب الصحيّة والعضويّة ودرجة سلامتها بين تلميذ وآخر، أو معرفة مدى الاستجابة الطبيعيّة لكلّ تلميذ طبقاً للمؤهّلات والجاهزيّة التي يتمتّع بها. ومن الضروريّ اتّباع بعض النصائح المجدية ذات المغزى المفيد والنافع والكفيل بالتخفيف من بعض الصعوبات التي قد تواجه التلاميذ في أثناء الدراسة والاستذكار، ولعلّ أهمّ تلك التعليمات هي: 1. تحديد وقت معيّن لمراجعة الواجبات المدرسيّة، وتقسيم باقي الأنشطة على مدار اليوم. 2. تأمين المكان الهادئ قدر المستطاع، وإبعاد مصادر التشتّت وذلك للحفاظ على التركيز. 3. تناول الأغذية الصحيّة وشرب الماء الكافي للحفاظ على الطاقة والحيويّة في أثناء الدراسة. 4. الابتعاد عن العقاب المؤذي والقاسي بحقّ التلميذ البطيء التعلّم. وأخيراً ثمّة ملاحظة جديرة بالذكر وهي يجب مراعاة الفروق الفرديّة للوالدين، فالبعض منهم على وجه الخصوص الأمّهات لا يُجدنَ ولا يُحسِنّ القراءة والكتابة، وليس بمقدورها مساعدة أبنائها في تلخيص الملاحظات، والمذاكرة معهم، والسير على نهج الاتّفاق والتنسيق بين المدرسة وأولياء الأمور، وتقسيم تلك الأنشطة بين المعلّم والأبوين لأنّ الحصّة الدراسيّة للمادّة الواحدة لا تكفي أحياناً لاستكمال جميع محاور الدرس.