المُجتَمَعُ الآمِنُ

هناء عاصي السوداني/ بغداد
عدد المشاهدات : 127

تعدّ الأسرة المجتمع المصغّر المكوّن من أب وأمّ وأبناء وباقي أفراد الأسرة المرتبطين ببعضهم عن طريق النَسب، حيث اهتمّ الإسلام اهتماماً بالغًا بأحكامها، وجعلها تسير على مبادئ وأسس وقيم واقعيّة وعقليّة ثابتة، ممّا ميّز الأسرة المسلمة عن غيرها، وسنّ لها أسساً، وجعل لها مبادئ حاكمة على العلاقات بين أفراد الأسرة. أوّلها مبدأ التكامل، فالله تعالى خلقنا من نفس واحدة، والذي يصيّرها متميّزة بهذه المبادئ هم الآباء عن طريق الحماية والاحترام والتقدير المتقابل، ورعاية المشاعر ورعاية الحقوق والواجبات، ومن ثمّ سيتعلّم الأفراد داخل صرح الأسرة بل القبيلة والعشيرة هذا المبدأ والعنصر التكامليّ مكمّلين بعضهم الآخر، وأوضحه الله (عز وجل) في قوله: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا..) (النساء:1). وكذلك مبدأ التعاون المتقابل، والإيثار على أساس فعل الخير من أجل تقوية الأسرة، ونشر الخير بين أفرادها، (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى) (المائدة:2)، والبرّ أيّ فعل حسن، والتقوى تجنّب أيّ فعل قبيح غير محبّب، وعلينا الإعانة فيما بيننا بوصفنا أفراداً في نطاق الأسرة على الأفعال الخيّرة وتجنّب ما دونها. ومن الأسس التي ركّز عليها الإسلام وعدّها حاكمة على جميع العلاقات الاجتماعيّة، ومنها العلاقات الأسريّة لنشر الاستقرار والطمأنينة بين أفرادها هو: المودّة والمعاشرة بالمعروف القائم على أساس الرحمة والتراحم والغفران والغضّ عن بعض الزلّات والتسامح. ومبدأ القداسة، فالأسرة لها قدسيّتها واحترامها الخاصّ، ويجب معرفة أنّ لها حرمة؛ لأنّ منها ينطلق المجتمع ويتقدّم، ويبني الإنسان إنسانيّته ويكوّنها.