فَكّرَ وفَكَّر َووَجَدَ الإِجَابَة

شيماء أحمد/ بابل
عدد المشاهدات : 129

في إحدى المحاضرات التي تضمّ عدداً كبير من الطلاب، كان الدكتور يتحدث عن القرآن الكريم وما يحمله من فصاحة ودقة عجيبة لدرجة أنه لو استبدلنا كلمة مكان كلمة أخرى لتغيّر المعنى، وكان يضرب أمثلة لذلك، فقام أحد الطلاب العلمانيين وقال: أنا لا أؤمن بذلك، فهنالك كلمات في القرآن تدلّ على ركاكته، والدليل هذه الآية: بسم الله الرحمن الرحيم (مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ) (الأحزاب:4) فلماذا قال رجل ولم يقل بشر؟ فجميع البشر لا يملكون إلا قلباً واحداً بجوفهم، سواءً كانوا رجالاً أو نساءً. في هذه اللحظة حلّ بالقاعة صمت رهيب، والأنظار اتجهت نحو الدكتور منتظرة إجابة مقنعة، فعلاً كلام الطالب صحيح فلا يوجد بجوفنا إلا قلب واحد سواء كنّا نساءً أو رجالاً، فلماذا قال الله رجل؟ أطرق الدكتور برأسه يفكر في هذا السؤال، وهو يعلم أنه إذا لم يردّ على الطالب سيسبّب فتنة بين الطلاب قد تؤدي إلى تغيير معتقداتهم. فكّر وفكّر ووجد الإجابة التي تحمل إعجازاً علمياً باهراً من المستحيل التوصل إليه إلّا بالتأمل والتفكير العميق بآيات الله (عز وجل)، قال الدكتور للطالب: نعم الرجل هو الوحيد الذي من المستحيل أن يحمل قلبين في جوفه، ولكن المرأة قد تحمل قلبين بجوفها. إذا حملت، فيصبح بجوفها قلبها وقلب الطفل الذي بداخلها. انظروا إلى معجزة الله، فالله لا يضع كلمة في آية إلا لحكمة ربانية، ولو استُبدلت كلمة مكان كلمة لاختل معنى الآية.