تَأَخُّرُ النُّطقِ عِندَ الأَطفالِ
"بابا، ماما، أُريد لُعبة...أريد.." هكذا يعبّر معظم الأطفال في عمر صغير، حيث إنّ الهدف الأساسيّ للتواصل عند الأطفال هو التعبير عن رغباتهم وحاجاتهم الأساسيّة، وقد يظنّ البعض أنّ التواصل يبدأ عندما يلفظ الأولاد كلماتهم الأولى "ماما" و "بابا", لكن وعلى هذا الغرار فإنّ التواصل يبدأ منذ اللحظات الأولى التي يفتح الطفل عينيه لينظر إلى والدته. إنّ تطوّر النطق والكلام يبدأ منذ نعومة أظافر الطفل، حيث إنّ أولى مهارات التواصل هي التواصل البصريّ، ومِن ثمّ تتطوّر هذه المهارة للتعبير عمّا نريد، وبعدها يأتي الإيماء الجسديّ الذي يساعد الطفل على تلبية حاجاته جسديّاً كالأكل وحمل الأغراض، ويليها الإيماء الصوتيّ، ومن هنا تبدأ المناغاة وإصدار الأصوات والبكاء، حيث إنّها وسيلة للتعبير عن حاجاته وآلامه. وتعدّ مهارة اللعب وسيلة للتواصل، ومن أهمّ العوامل الأساسيّة لتطوير اللغة؛ لأنّ الطفل يوظّف كلّ مهارات التواصل في هذا الإطار. كلّ هذه المهارات تعدّ مهارات للتواصل غير المحكيّة، وبحسب الدراسات المختصّة فإنّ التطوّر الطبيعيّ للكلام يبدأ بعمر الـ(سبعة أشهر) وتظهر المناغاة بعمر السنة والنصف، ويبدأ بلفظ كلمات بسيطة بحدود (50 كلمة) ويزيد العدد إلى (150 كلمة) بعمر السنتين إلى السنتين والنصف، ومجمل اللغة المحكيّة يتراوح ما بين (200 كلمة) إلى (300 كلمة)، وفي هذا العمر يبدأ الطفل بتركيب جمل بسيطة مؤلّفة من كلمتين. وفي عمر الـ(3 سنوات) سيمتلك الطفل مخزوناً لغويّاً جيّداً ومنوّعاً بحدود (500 كلمة)، ويركّب جملاً من (3 إلى 5 كلمات). وفي عمر الـ(4 سنوات): حديث الطفل سيكون شبيهاً بحديث الكبار، ويستطيع إخبار قصّة باستخدام جمل طويلة ومترابطة وواضحة بنسبة 95%، فهنا نستطيع أن نلاحظ عن طريق التطوّر الطبيعيّ للأطفال وجود تأخّر في النطق واللغة، أم لا. عندما تلاحظ الأمّ أنّ طفلها البالغ من العمر سنتين وهولا يستخدم إلّا بضع كلمات، ولا يستوعب ما تطلبه منه فعليها مراجعة الاختصاصيّين. فهناك علامات تحذيريّة تُنذر بوجود صعوبات لغويّة أهمّها: • غياب المناغاة في عمر السنة. • غياب التواصل البصريّ، وعدم وجود أيّ كلمة عند 15 شهراً. • لا يتّبع تعليمات بسيطة في عمر السنتين. • بطيء في تعلّم كلمات جديدة. • صعوبات في اتباع الروتين والأوامر، وصعوبات في إعادة سرد قصّة بشكل متسلسل (عند الثلاث سنوات). ملاحظة: هذه العلامات التحذيريّة بعمر مبكّر تساعد على التدخّل المبكّر للعلاج وللحدّ مِن الصعوبات في اللغة والتواصل. هنا يجب استشارة معالجين في اللغة والتواصل. حيث يقوم اختصاصيّو النطق على العمل في مجالات تشخيص مشاكل اللغة والنطق والتلعثم في الكلام، إضافة إلى المشاكل في اكتساب اللغة المقروءة والمكتوبة؛ ممّا يؤدّي إلى مشاكل دراسيّة عديدة. يعمل المعالجون يداً بيد مع الأهل للحصول على أفضل النتائج، ويمكن للأهل مساعدة ولدهم في البيت عن طريق: - تبسيط اللغة للأطفال بعمر صغير واستخدام مفردات وجمل مناسبة لعمره. - تطوير روتينه اليوميّ بجعله منخرطاً في أنشطة البيت. - تكريس وقت للعب وقصّ القصص. - تصحيح الكلام للطفل من دون الإشارة إلى أنّه أخطأ مع أهميّة تكرار الكلمة الصحيحة مع اللفظ الصحيح. - وأيضاً يجب ملاحظة عدم تجاوب الطفل مع ما يُطلب منه، ولا يفهم الكلام، وهنا يجب فحص سمعه.