رياض الزهراء العدد 165 واحة البراءة
القِطُّ المُشَاكِسُ
جلست فاطمة الصغيرة في حديقة المنزل بالقرب من جدّتها، وهي تطعم الدجاجة وصغارها من حبّات القمح الذهبيّة، وفجأة خرج أحمد من خلف الأشجار وصرخ بوجه الدجاجة وصغارها، فأخذت الدجاجة تصرخ هي وصغارها، وارتعبت الجدّة وفاطمة من أفعال أحمد، فقالت له الجدّة: لا تكن كالقطّ المشاكس الذي عاقب نفسه بنفسه: فتعجّب أحمد وقال: قطّ يعاقب نفسه بنفسه، كيف هذا؟! فقالت الجدّة: نعم، اجلس معنا لأخبركَ كيف عاقب القطّ نفسه بنفسه. فجلس أحمد وفاطمة مع الجدّة، وبدأت الحكاية: في الحقل الذي كان يعيش فيه القطّ مع مجموعة من حيوانات الحقل الأليفة، وكان هذا القطّ يُعرف بالقطّ المشاكس لما له من مواقف متعدّدة تُرعبهم وتُرعب صغارهم، فهو مصدر إزعاج لسكّان الحقل من الحيوانات، وفي إحدى المرّات كان قد رصد الدجاجة وصغارها وهي تخرج للبحث عن الطعام وتعليم صغارها، ليخرج من خلف شجرة صغيرة ويصرخ بوجهها، فَزِعت الدجاجة وأخذت صغارها تبكي خوفًا، وهو يضحك. ترك الدجاجة تصرخ هي وصغارها، وبينما هو يمشي في الحقل وجد في طريقه غصناً من شجرة وعليه عصفورة تقف على عشّها تُطعم صغارها، وبينما العصفورة مشغولة بأمر صغارها تسلّق القطّ المشاكس الشجرة وهو يحاول هزّ الغصن حتّى يسقط العشّ بصغار العصفورة؛ إلّا أّن العصفورة أخذت تنقر القطّ برأسه وساعدتها بقيّة العصافير في النقر، فَفقدَ التوازن حتّى سقط من على الغصن على الأرض وانكسرت قدمه ولم يستطع الحركة، فطلب القطّ المشاكس النجدة من العصفورة، وقال لها متأسفًا: هل تستطيعين الذهاب إلى والدتي؛ لأنّني لا أستطيع الحركة. استجابت العصفورة وطارت سريعًا إلى والدة القطّ المشاكس وأخبرتها بما فعل اليوم بالدجاجة وصغارها، وما كان ينوي فعله بعشّها وصغارها، وأنّه سقط من على الغصن، وأنّه لا يستطيع الحركة. جاءت الأمّ مسرعة إلى صغيرها، وقالت له: في المرّة السابقة اشتكت حيوانات الحقل من مشاكستكَ فلم أعاقبكَ، وهذه المرّة أنتَ من عاقب نفسه.