رياض الزهراء العدد 165 من على نهر العلقمي
على إِيقَاعِ الحُلُمِ
جدائل ضوء القمر تتساقط.. من بين أصابعي وأحلامي.. ووشاية الظمأ تسيل من محاجري.. منذ ذلك اليوم الذي طرق فيه بصيص الضوء بابي.. وملأ أرجاء غرفتي.. والجرح يلتهب على أطراف أضلعي.. تعبث به صروف الزمن.. حتّى غارت في الروح تفاصيله.. أرى الضوء.. لكن لا ضوء يحتويني.. خطواتي تتعثّر في دهاليز الحياة.. لكنّها لم تبرح موضع القدمين.. حيث أخمدوا منّي صوت حلمي الكبير.. وأخرسوا صداح أوتاري الملتهبة.. وكلّما نسجتُ الخطوة الأولى إلى الأمانيّ المتموسقة.. أسقطوها بلا رحمة.. كإسقاط الإخوة يوسف في غيابة الجبّ.. أترقّب غيمةً في السماء.. تسحّ على قلبي قطرة مطرٍ.. تختزل الحنان في عذوبتها وطهارتها.. تمسح على خصلات شعري مثل كفٍّ.. أطلَّت على عالمي الزجاجيّ.. بيضاء من غير سوء.. تهرق الدفء على صمتي.. فينعتق اللجين من وجهه الافتراضيّ.. ويتحرّر من أسر خطوطٍ متشابكةٍ.. تفترش ورقةً بيضاء.. والآن.. قلبي اليتيم قطعة زجاجٍ ملوّنة.. فَقَدت نصف ملامحها وبريقها.. في مدائن الضباب المترامية.. فلا تُرى بالعين المجرّدة.. وأنا أستند على تمثال الأمل.. وعيناي تلتقطان رحيق المطر.. من سحابة الضوء المتربّعة على آفاق الرجاء.. على ضوء القمر الذي يُصبح همساً رقيقاً دانيَ القطوف.. ويصوغ الحلم نغمًا ملوّنًا يصدح في كلّ الزوايا بلا انتهاء..