رياض الزهراء العدد 166 نافذة على المجتمع
مُدَوَّنَةُ الكَفيلِ.. تَدوينٌ حُرٌّ بـِنَفَسٍ جَديدٍ في العَالمِ الافتراضِيّ
صفحة بيضاء تسكن الفضاء الإلكترونيّ لتكون مجالاً للإخراج والإبداع، إذ يمكن للكاتب في أجواء الثورة المعلوماتيّة إنتاج فكر ثقافيّ رصين تغيّرت به خارطة العالم، فبعد أن كان تصنيف الدول يقسّمها إلى دول غنيّة وأخرى نامية يعتمد على ما تمتلك من ثروات وموارد ماليّة، أصبح التنازع في عصر التكنولوجيا المعلوماتيّة على الوصول إلى أعلى مراتب التصنيف الجديد الذي اعتمد بشكل كبير على مدى التقدّم التكنولوجيّ، وكيفيّة مواكبة الثروة المعلوماتيّة، نتوقّف لنرى مدوّنة الكفيل واحدة من علامات هذه الثروة. البيئة الحاضنة لا تزال المدوّنات كغيرها من الظواهر لم تستقرّ على تعريف محدّد متعارف عليه، بدايةً فما تعريف سماحة الشيخ حسين الأسديّ/ رئيس تحرير مدوّنة الكفيل الإلكترونيّة للمدوّنة؟ العتبة العبّاسيّة المقدّسة بشؤونها الفكريّة الثقافيّة سعت ولا تزال تسعى إلى الحفاظ على أصالة كتابة الرأي، وشخصيّة الكاتب الرصينّة بعيدًا عن التسطيح، وإنتاج محتوىً اجتماعيّ ثقافيّ دينيّ قادر على التأثير، وملتزم بقضايا المجتمع أولًا، ثم بما يهمّ الشباب، وقراءة التأثير الإيجابيّ على المجتمع اجتماعيًا وثقافيًا لتكون "مدوّنة الكفيل" إحدى نشاطات العتبة العباسيّة المقدّسة الفكريّة والثقافيّة؛ لتتسع مساحة إتاحة الكتابة أمام المجتمع، وهنا يأتي نوع الكتابة وهي الكتابة الحرّة التي تتيح للكاتب التعبير المطلق عن ذاته ورؤيته، بما يحفظ للتنوّع بيئة حاضنة، إضافةً إلى المزج بين القضايا الاجتماعيّة بشكل يعكس ريادة الفكر الثقافيّ واحترافيّة الكتابة. إضافةً إلى التجديد والعمل على الممازجة بين الأشكال التقليديّة للكتابة، فكان تعريفنا للمدوّنة هو الممازجة بين عدّة مفاهيم للتدوين في البيئة العربيّة، فهي تحافظ على الأشكال التقليديّة، مثلما تحتوي أشكالًا جديدة للتدوين تتجاوز فكرتها مجرّد "المقال المكتوب". أكثر جماهيريّة كيف تبلورت فكرة إنشاء مدوّنة رقميّة؟ وما العوامل التي أسهمت في نجاح المدوّنة؟ تبلورت فكرة إنشاء المدوّنة بناءً على الظرف الموضوعيّ المعاش الذي يحتّم علينا أن نتعايش مع التطوّرات التي يشهدها العالم، ومنها الاعتماد على المدوّنات الإلكترونيّة التي تنشر مختلف المقالات، فجاءت الفكرة بإنشاء مدوّنة إلكترونيّة منسوبة إلى مولانا أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) لتكشف نوعًا من التوجّه العام للمدوّنة، وهو كونها مدوّنة إسلاميّة تنشر المقالات ذات الصلة. بيت النخبة على الرغم من أنّ "المقال المكتوب" يشكّل عصب المدوّنة الرئيسيّ وبيت نخبته، فهل هناك أشكال أخرى تحويها المدوّنة؟ الكلمة المعبّرة هي محور المدوّنة، لتشمل المقال المكتوب الذي يمثّل عصب المدوّنة، لما للمقال من مِيزات ترتسم عن طريقها شخصيّة الكاتب الذي يجعل المدوّنة بيتًا لمقالاته لنصل إلى أن تكون بيتًا للنخبة من الكتّاب، إضافة إلى أنّ المدوّنة تحوي أشكالاً أخرى للتدوين أكثر سلاسة وسهولة، وأقرب إلى أفراد المجتمع، كقضايا الأسرة، والقصص، والمناسبات الدينيّة، والخواطر، والعقائد، والقضايا الاجتماعيّة، وفقرة دراسات مهدويّة، وعمائم شرف، والمرأة بين الإسلام والغرب، والبيان، والبلاغة في كلمات أهل البيت(عليهم السلام)، والمقالات المترجمة..، وهنا تبدأ الشراكة بين المدوّنة وأطياف المجتمع الثقافيّة. ذات ثقل في نظركم ما مصير الصحافة المكتوبة أمام الصحافة الإلكترونيّة؟ مهما كانت المدوّنات الإلكترونيّة تحتوي على الكثير من المقالات التي تنفع الباحث في البحث السريع وإيجاد المعلومات الجاهزة، لكن هذا لا يُغني عن الكتاب والبحوث المكتوبة والمنشورة ورقيًّا، فالكتاب كان ولا يزال هو المصدر الأساسيّ للمعرفة، ولا يستغني المثقّف عنه بالمدوّنات الإلكترونيّة، فهي إنّما وُجدت لأجل سرعة الانتشار، وتسهيل وجود المعلومات للباحث، ولا يعني أنّها تُغني عن الكتاب الورقيّ، والاعتماد الكليّ عليها بطريقة النسخ واللصق يكشف عن ضعفٍ في الباحث أو الكاتب في أيّ مجالٍ من المجالات. مَقصّ الرقيب إذًا هناك العديد من المعايير التي تتميّز بها كتابات "مدوّنة الكفيل" فما المعايير التي تضعونها من أجل اختيار المقالة من دون أن يُفعّل دور مقصّ الرقيب؟ وضع خطّة معيّنة في آليّة اختيار المقالات هي خطوة تغنينا عن مقصّ الرقيب، أهمّها: أولًا: أن يعالج المقال مشكلةً اجتماعيّة، أو يفسّر ظاهرةً واقعيّة، وتكون المعالجة معالجة موضوعيّة، أو عقائديّة، أو فقهيّة. ثانيًا: المحافظة على اللغة العربيّة، وفسح المجال أمام الأجيال القادمة في أن تكون اللغة العربيّة هي لغة الحوار بالنسبة إليهم، وهذا لا يعني أن نستغني عن اللغات الأخرى، وإنّما نعمد إلى الترجمة في شتّى المجالات للمتابعين من العرب في الدول الأوربيّة. ثالثًا: الجوهر الأساس والهدف من المدوّنة هو الإسلام والمحافظة على القواعد الأساسيّة للدعوة الإسلاميّة، إضافة إلى الموروث الثقافيّ والاجتماعيّ طبعًا الذي يتوافق مع العقل والدين. نوافذ بما أنّ البيت الذي تسكنه المدوّنة هو العالم الافتراضيّ الذي يحتاج إلى عدد من النوافذ، فما آليّة العمل التي تعتمدونها في المدوّنة الإلكترونيّة؟ العالم الافتراضيّ يسهل الوصول إليه، ويمتاز باليسر والسلاسة وهي من مميّزات العالم الافتراضيّ، فهو يمتلك فسحة كبيرة عن طريقها نستطيع جذب القارئ، وأهمّها التطبيقات التي تسهّل تواصل الكاتب مع المدوّنة، لذلك كان لنا العديد من النوافذ أهمّها: الموقع الإلكترونيّ للمدوّنة عن طريق الرابط الآتي: https://alkafeelblog.edu.turathalanbiaa.com أو عن طريق تطبيق مدوّنة الكفيل الذي تمّ مراعاة السهولة والسلاسة في استخدامه مع امتلاكه الكثير من الإمكانات التي يوفّرها للكاتب والقارئ على حدٍّ سواء. وتحميل التطبيق عبر الرابط الآتي: https://play.google.com/store/apps/details?id=com.turath.blog أو يتمّ نشره في صفحة الفيسبوك عبر الرابط الآتي: http://facebook.com/alkafeelblog وفي قناة التليجرام عبر الرابط الآتي: https://t.me/turathalanbiaa_alkafeelblog وفي موقع الإنستغرام عن طريق صفحة مدوّنة الكفيل عبر الرابط الآتي: https://www.instagram.com/alkafeelblog/ ويتمّ عرض تلك المقالات على لجنة متخصّصة بالتصحيح الإملائيّ والنحويّ والمعنويّ، ثمّ يتمّ تقييم المقال من قِبل لجنة مخصّصة للتقييم، وعلى أساس تقييمها يتمّ نشره في جميع أذرع المدوّنة. الهدف كيف تستطيعون مساعدة الأقلام التي تكتب في المدوّنة؟ وما الخطّة التي وضعتموها للمدوّنة من أجل تنويع الأقلام؟ أنشأت المدوّنة منصًّة إلكترونيّة خاصّة على برنامج التواصل الاجتماعي (التليجرام) باسم (أسرة مدوّنة الكفيل) تحوي الكتّاب والمثقّفين، والذين يسعون إلى زيادة معارفهم وتطوير مهاراتهم الكتابيّة، وصقل مواهبهم عن طريق الكثير من الوُرَش الإكترونيّة الأدبيّة التي قامت بتنظيمها إدارة المدوّنة، ويتمّ طرحها أسبوعيّاً من قِبل أساتذة ومختصّين وفي مختلف المجالات المعرفيّة؛ لتسهّل تلك المنصّة التواصل بين الكاتب والإدارة، ولتقدّم له الدعم التقنيّ والمساندة العلميّة، والدعم المعنويّ والتشجيع المستمرّ الذي يُعدّ حافزًا نحو التقدّم والتطوّر الذي يرقى بالكاتب نحو النجاح. الرسائل ماذا عن الرسائل التي تريدون إيصالها إلى فئات المجتمع المختلفة، وهل آتت أكلها في تقويم المرأة المسلمة الشابة؟ الرسائل التي نريد أن نوصلها إلى المجتمع متعدّدة، منها: أنّ الدين لا يتقاطع مع التطوّر التكنولوجيّ، ومنها أنّ هناك أقلامًا يافعة تحتاج إلى مَن يمنهج لها الطريق؛ لتبدع في مجال الكتابة، وتفرض علينا المسؤوليّة مساعدتهم وتعبيد الطريق لهم، وإيصالهم إلى المطلوب، ولا فرق بين الكاتبة المرأة والكاتب الرجل، والنتيجة كانت مرضية نظراً للأهداف المرسومة باستقطاب عدد من الكاتبات في الوطن العربيّ، حتى الدول الأوربيّة. لا بدّ من أن يكون الإنسان متواصلاً مع التكنولوجيا المتقدّمة، خصوصًا في الأيام التي يعيشها العالم اليوم، والذي فتح آفاقاً جديدة أمام الناس، وغيّر مفاهيم كثيرة في الحياة..