العَجزُ والكَسَلُ

خلود جبّار الفريجيّ/ بغداد
عدد المشاهدات : 230

من الآفات الاجتماعيّة التي بدأت تهاجم المجتمع بضراوة هي ظاهرة العجز والكسل، فقد أصبح الخمول وكثرة النوم والركون إلى الدعة والراحة سلوكاً نراه كثيراً في بيوتنا في الآونة الأخيرة، وأصبحت هذه الظاهرة تنتشر بين أوساط الشباب، فأصبح البعض يكتفي بالقدر الأدنى من الجهد لاستمرار الحياة، وأصبحت أمّة (اِقرأ) لا تقرأ إلّا الكتب المدرسيّة، وخير أمّة أُخرجت للناس لا تعمل للدنيا ولا للدين إلّا اضطراراً وتكاسلاً، فنست قول الإمام عليّ(عليه السلام): "اعمل لدنياكَ كأنّكَ تعيش أبداً واعمل لآخرتكَ كأنّكَ تموت غداً"(1)، فأفقر شبابها رصيده للدنيا والآخرة، ومثلما ورد عن الإمام عليّ(عليه السلام) قوله: "إنّ الأشياء لمّا ازدوجت ازدوج الكسل والعجز فنتجا بينهما الفقر"(2). وهي إشارة لنتائج هذه الظاهرة، حيث تترك صاحبها فقيراً على المستوى الفكريّ والعمليّ والاقتصاديّ، فمَن كسل عن العلم سقط في دوّامة الجهل ولم يدرك الصحيح من العمل، فقد ورد عن الإمام الباقر(عليه السلام) أنّه قال: "لا يُقبل عمل إلّا بمعرفة، ولا معرفة إلّا بعمل، ومَن عرف دلّته معرفته على العمل، ومَن لم يعرف فلا عمل له"(3). ..................................... (1) وسائل الشيعة: ج248، ص8. (2) الكافي: ج5، ص126. (3) ميزان الحكمة: ج3، ص84.