الحَلالُ البَغِيضُ

هناء هاشم الجبوريّ/ كربلاء المقدّسة
عدد المشاهدات : 158

الطلاق: يعني فراق الزوجة عن الزوج، هو عمليّة هدم لبناء الأسرة، وقد يكون في بداية الزواج حين وضع اللَبنات في الأساس، أو يأتي متأخّراً بعد إنجاب الأولاد، والطلاق بغيض؛ لأنّه يحصل به تشتّت الأسرة وتفويت مصالح الزواج، وفي الحديث الشريف: "أبغض الحلال إلى اللّه الطلاق"(1)، لكنّ الطلاق في بعض الأحيان يكون الطريق الوحيد الذي تسلكه الأسرة عندما يستحيل بقاء الزوجين معاً، وهو يكون خيراً في حالات كثيرة، وقد يكون نجاةً للمرأة من وضع اجتماعيّ ﻻ تطيق الصبر عليه، والتخلّص من زوج ظالم ﻻ يحترم لها حقّاً، فقد يكون زوجاً فاجراً ﻻ يخاف الله، ومن أسباب الطلاق الصمت الزوجيّ، والغيرة والشكّ، والإهمال وسوء الحالة الاقتصاديّة، وعدم التكافؤ بين الزوجين،.. وأسباب أخرى. ضحايا الطلاق إنّ الأبناء هم الضحيّة الأولى الذين تظهر عليهم الآثار النفسيّة والاجتماعيّة والماديّة للطلاق، فيعيشون الضياع بعد فقدان دفء الأسرة وحنانها، والجوّ العائليّ، ومن تبعاته ما يترتّب على شخصيّة الأبناء من اضطراب وقلق وتوتّر وانحراف بسبب بُعد الأمّ أو الأب، وزواج الأمّ بآخر، والأب بأخرى، والأولاد بمعاناتهم هذه يبحثون عن عَالَم ينسون فيه مشاكلهم، فيقعون فريسةً في أيدي رفاق السوء، بينما ينحدر آخرون تحت ظلال الانطوائيّة وحبّ الانعزال والانسحاب من التواصل والتفاعل مع الآخرين. إنّ الطلاق يؤثّر كثيراً في الأطفال، ويحطّم نفسيّتهم، وفيه عدوان على كيانهم ونفي شخصيّتهم وعدم استقرارهم الاجتماعيّ، فيؤدّي إلى ضياع الموازين للأخلاق ومعايير السلوك، وكذلك يكون سبباً من أسباب التأخّر الدراسيّ للأبناء، ومن مساوئه تحمّل الأم كلّ العبء، فتصبح كلّ المسؤوليّات عليها، بما فيها الناحية الاقتصاديّة، وتأثيرها في مستوى المعيشة. ومن الآثار النفسيّة للطلاق على النموّ النفسيّ للأبناء هو اختلال الشخصيّة، وضعف الثقة بالنفس، وانخفاض الطموح لديهم، وفي المدرسة يؤدّي إلى اضطراب العلاقة مع الزملاء والمدرّسين، وسوء التوافق النفسيّ والاجتماعيّ. ويستمرّ تأثير الطلاق في الأبناء إلى مرحلة المراهقة، حيث إنّهم ﻻ يثقون بأنفسهم ولا بالوالدين، ويغلب عليهم التشاؤم والشكّ، والفتيات يكنّ أكثر تأثّراً وحساسيّة تجاه الأجواء العائليّة غير المستقرّة، وإنّ بعض الفتيات يعزفنَ عن الزواج لفقدانهم الثقة بوالدهنّ، وما حصل من تفريق لأسرهنّ، أمّا الأولاد فيكونون أكثر عدوانيّة من الفتيات. فقبل اتّخاذ القرار وإطلاق رصاصة التفريق على الأسرة، يجب التفكير وبعمق بما سيحصل بعد ذلك لأفراد الأسرة، وهل يمكن إصلاح ما سيحدث للأولاد والأمّ؟ فحتى ﻻ تصلا إلى هذه النقطة أيّها الأب لأنّكَ أنتَ المسؤول وربّ الأسرة فتذكّر وانتبه قبل إنهاء العلاقة الأسريّة، فما سيكون مصير أولادكَ بعد التفريق وما مدى معاناتهم النفسيّة والاجتماعيّة والضياع اللاحق بهم لفقدان الأب والأم؟ فأوجد لغة الحوار والاعتراف بالخطأ. نصائح للزوجة 1- كوني الزوجة والأمّ والأخت والصديقة لزوجكِ واعملي على طاعته، ولا تفعلي ما يُغضبه ويسيء إليه. 2- ﻻ تكوني مصدر قلق وعدم راحة، بل اجعليه كأبيكِ في الاحترام والتقدير، وكالابن في الملاحظة. 3- كوني الزوجة الوفيّة، وأدّي كافّة الواجبات التي أمركِ بها الدين الحنيف. 4- انظري إلى مصلحة الأولاد الضحيّة الأولى للطلاق، وعليكِ أن تُؤثري راحة الأبناء على راحتكِ. 5- يجب الاعتذار عند الخطأ وهو مفتاح لباب المحبّة واستمرار الحياة. 6- ﻻ تفشي أسرار بيتكِ وأسرتكِ لأحد مهما كان قريباً منكِ. 7- حاولي حلّ الخلافات والمشكلات بينكِ وبين زوجكِ، واختاري الوقت المناسب لذلك. .................................... (1) الحديث النبويّ: ج 36، ص 14.