التَّعلِيمُ المُدمَجُ وَمُعوِّقَاتُهُ في الوَسَطِ الأكادِيميّ

د. خديجة حسن القصير/ النجف الأشرف
عدد المشاهدات : 186

يعدّ التعلّم المدمج نمطاً تعليميّاً له جذور قديمة تشير في معظمها إلى مزج طرق التعلّم واستراتيجيّاته مع الوسائل المتنوّعة، وتُستخدم له مصطلحات من مثل: التعلّم المتمازج (Blended Learning)، والتعلّم الهجين (Hybrid learning)، والتعلّم المختلط (Mixed Learning)، وهو من ثمّ قد يتنوّع بشكل كبير جدًا؛ لأنّ حدوث التعلّم عن طريقه يعتمد على عناصر متعدّدة، منها على سبيل المثال: الخبرة، والسياق، والطلبة، وأهداف التعلّم، والمصادر، وهذا يعني أنّه ليس هناك استراتيجيّة واحدة للمزج، فنجاحه يتوقّف على مقدار ما يتمّ مزجه من مكوّنات متكاملة ومتجانسة ومنسجمة تدعم العناصر الأساسيّة المختلفة المكوّنة للتعلّم بشكل ملائم وعمليّ، ليكون التعلّم المتمازج ناجحاً وفعّالاً. أمّا عن تعريف التعليم المدمج، فقد وُضعت له العديد من التعريفات، ولكن أدقّها هو تعريف (دريسكول) (Driscoll،2002)، حيث أشارت إلى أنّ هناك أربعة معانٍ مختلفة لمعنى التعلّم المتمازج، وهي: المزج بين أنماط مختلفة من التكنولوجيا المعتمدة على الإنترنت؛ لإنجاز هدف تربويّ، مثل: (الصفوف الافتراضيّة المباشرة، والتدريس المعتمد على السرعة الذاتيّة، والتعلّم التعاونيّ، والفيديو، والصوت، والنصوص)، وهذا يعني المزج بين طرق التدريس المختلفة والمبنيّة على نظريّات متعدّدة، مثل: (البنائيّة، السلوكيّة، المعرفيّة)؛ لإنتاج تعلّم مثاليّ مع أو بدون استخدام التقنيّة. ويتميّز التعليم المدمج بمزايا متعدّدة، وفي مقدّمتها زيادة التفاعل بين الطلبة فيما بينهم، وبين المعلّم والطلبة، وزيادة نسبة التعلّم لدى الطلبة، فضلاً عن السرعة في مناقشة الطالب لأفكاره العلميّة مباشرة مع المعلّم، وبذلك فهو يؤدّي إلى تحسين اتّجاهات الطلبة نحو التعلّم بشكل عامّ، فضلاً عن مراعاته لمستوى الطلبة ورغباتهم وميولهم وقدراتهم ومهاراتهم. وعلى الرغم من كلّ هذه الإيجابيّات التي يوفّرها هذا النمط التعليميّ إلّا أنّه يواجه العديد من المعوّقات عند تطبيقه، يأتي في مقدّمتها: * تدنّي مستوى المشاركة الفعليّة للمختصّين في المناهج في صناعة المقرّرات الإلكترونيّة المدمجة. * التكاليف العالية لأجهزة الحاسوب ومرفقاتها، وتطوّرها من جيل إلى آخر قد تقف أحياناً عائقاً في سبيل اقتنائها لدى بعض الطلبة والمدرّسين، والجهات الأخرى. * نقص الخبرة الكافية لدى بعض الطلاب أو المتدرّبين في التعامل مع أجهزة الحاسوب والشبكات، وهذا يمثّل أهمّ عوائق التعلّم، وخاصّة في نمط التعلّم الذاتيّ. * التغذية الراجعة والحوافز التشجيعيّة والتعويضيّة قد لا تتوافر أحياناً. * غالبية البرامج المستخدمة هي باللغة الإنجليزيّة، وبعض الطلاب لا يجيدون هذه اللغة بالشكل المطلوب، إضافةً إلى التكلفة المرتفعة لبعض البرامج المعرّبة.