رياض الزهراء العدد 166 الملف التعليمي
إِضَاءاتٌ مُشرِقَةٌ وَفَنُّ التأثيرِ والإِقناعِ
شذرات لامعة تبهر العقول وتجذب الأنظار وتستهوي اهتمام فئة من الناس عَبر مغزاها، وتلوّن بطرحها صوراً ذات معانٍ عاطفيّة وعقليّة وبدنيّة ينعكس صداها في مزاولة الأعمال، والتفنّن في المهمّات والوظائف لتنسج رائعة التفوّق والإبداع عن طريق (شذى الإقناع) في اكتساب المعلومة والمهارة، وإتقان الخبرات التربويّة والعلميّة، وتعدّ ذائقة الإقناع ركيزة مهمّة وأساسيّة، ولها من الأهميّة الكبرى حيث تقع على عاتق المِلاك التربويّ والتدريسيّ. ويأتي دور المعلّم هنا بالعمل والسعي الدؤوب من أجل تحويل البيئة المدرسيّة إلى بيئة جذّابة ومحبّبة تواكب برامج تطوير الذات واستراتيجيّاته لتحقيق التفاعل مع المتعلّمين، وتحقيق الرسائل الهادفة؛ لتثبيت المعلومة ونقل تفاصيل الأنشطة المتنوّعة ومحاورها بطريقة مشوّقة تتّصف بالسهولة والمرونة، والحرص على التدريب المستمرّ، وهي إحدى وسائل التمييز للمعلّم، حيث تعمل تلك الصفة على ردم الفجوة بين الخبرات النظريّة والأكاديميّة، والواقع العمليّ وورشات التطبيق التفاعليّ الحي والمباشر المعدّة من قِبل التربويّين؛ ليُسهم في تحسين الأداء في المؤسّسة التربويّة، وإكساب المعلّم أدوات المناغمة الفكريّة والتأثير في التلاميذ، ولابدّ من إشارة طيّبة مفعمة بعبق تحمّل المسؤولية، والحفاظ على الأمانة المهنيّة والوظيفيّة، التي يندرج فحواها من قوّة الشخصيّة بوصفها إحدى سمات المعلّم المعطاء لضمان التواصل في رفد المتعلّمين بالأفكار، والقدرة على التحدّث أمام الآخرين، وأخذ زمام القيادة، إضافةً إلى وجود ملكات أخرى تتمثّل في الطلاقة اللفظيّة، وإتقان مخارج الحروف الصحيحة، وتوظيف اللغة العربيّة في شرح المواضيع الأكاديميّة والأخلاقيّة، إضافة إلى التمتّع بالذكاء الاجتماعيّ القائم على إبداء الاستجابات المناسبة وَفق المثيرات الخارجيّة، والتمكّن من إيجاد الحلول للمشكلات والتكيّف مع الظروف، وديمومة التعاون وحُسن الخُلق، وأسلوب الخطاب والحوار الإيجابيّ، واتّخاذ القرارات بشكل حياديّ، وامتلاك الدافعيّة العطرة والثريّة بالحماس والرغبة الجادّة التي تصاحبها لغة الجسد المعبّرة، حيث ينبري تحت فيء ظلّها الإيماءات وتعبيرات الوجه، ونبرة الصوت، والحفاظ على الاتّصال البصريّ، واستخدام الأسلوب القصصيّ والصُوَريّ للاستشهاد بالبحث العلميّ والسلوكيّ، لتتوحّد تلك الأدوات تحت عنوان البطاقة الفائزة للتربويّ المحترف والحائز على مراتب التقدّم والتقدير، عبر الاستحواذ على القلوب قبل الألباب للمتعلّمين، ومدّ جسور المصداقيّة بين المعلّم والتلميذ، وبين المتعلّمين فيما بينهم.