رياض الزهراء العدد 166 منكم وإليكم
عَودَةُ جعفرٍ الطّيّارِ مِنَ الحَبَشَةِ
من بعيد هبّ نسيم جميل، فانفرجت أسارير النبيّ الخاتم(صلى الله عليه وآله وسلم)، وارتسمت على محيّاه ابتسامة، فبدا وجهه أكمل من وجه القمر وهو بدر، وإذا براية تقترب نحو المدينة المنوّرة، فتبيّن أنّ هذه الراية متّجهة صوب الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)، ولمّا بدأت أشكالهم تتّضح عرف الناس أنّه جعفر بن أبي طالب(عليه السلام) الذي جاء بعد سنوات من الحفاظ على الدين في بلاد الغربة، ولقد سُجّل هذا اليوم باسم وَلديْ أبي طالب، فعليّ(عليه السلام) قد اقتلع باب خيبر وفتح الحصن الذي عصى على غيره قبل قليل، وها هو جعفر قد عاد من الحبشة بعد خمسة عشر عاماً من الغربة، فقال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): "... ما أدري بأيّهما أنا أشدّ سروراً، بقدوم جعفر أو بفتح خيبر؟"(1). "فلم يلبث أن جاء جعفر(عليه السلام)، فوثب (صلى الله عليه وآله وسلم)، فالتزمه وقبّل ما بين عينيه"(2). .................................... 1- بحار الأنوار: ج 21، ص23ـ25. 2- وسائل الشيعة: ج 8 ، ص50- 52.