رياض الزهراء العدد 166 منكم وإليكم
وُلِدَ نُورُ السَّماءِ
تزيّنت السماء، وابتهجت ملائكة الرحمن، وتزيّنت الحور العين بكامل زينتها، واصطفّت كلّها صفّاً واحداً، هتف جبرائيل بين ذلك الجمع الملائكيّ بصوت يخطف الأسماع، ويشرح الصدور: صلّوا على محمّد وآل محمّد، اليوم سوف ينزل نور من السماء العُلى إلى الأرض، حيث بيت الله الحرام، ذلك النور هو من سيجلي الظلام، ويهدي الأمّة، ويكمل مسيرة الخاتم محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم)، فحلّقت روحي حيث مكّة المكرّمة وإذا بي أشاهد جمعاً من الناس واقفين ويتناقشون، وفي هذه الأجواء المضطربة، وإذا بامرأة جليلة عليها سيماء الصالحات جاءت تخطو بخطوات هادئة أشبه بخطوات ملائكيّة فوقفت أمام الكعبة وكأنّها تتنظر شيئاً ما، وإذا بجدار الكعبة قد انشقّ فدخلت بكلّ اطمئنان وسكينة، وبعد لحظات وإذا بنور يسطع من الكعبة فيصل إلى عنان السماء، ومعه صوت جميل أشبه بقطرات الندى قد رطّب مسامع الجميع. قد وحّد الله: الله أكبر، لقد وُلِد الحقّ المنتظر، وُلِد شريك القرآن، والإمام الصادق المصدّق بالقول والفعل، وُلِد مَن سيفتح باب قلبه قبل باب بيته لكلّ التائهين في أزقّة الحياة، وُلِد ميزان العدل وناصر الدين، وشفيع الأمّة ومنقذهم من حيرة الضلالة، وُلِد سيّد الزاهدين، وسيّد العابدين، وُلِد مَن سيكون أباً لجميع الأيتام، هذا هو سيّد المؤمنين والمؤمنات، وقاسم الجنّة والنار، هذا هو مولى الموحّدين وقائد الغرّ المحجّلين، هذا هو الإمام عليّ أمير المؤمنين(عليه السلام).