حُرقَةُ المَعِدَةِ

د. زينة نوريّ الجبوريّ/ بغداد
عدد المشاهدات : 206

من الناحية الطبيعيّة هناك عضلة بين المعدة والمريء تمنع ارتداد الطعام والعصارة الحامضيّة من المعدة إلى المريء، ولكن عندما تكون هذه العضلة شديدة الاسترخاء فلا تستطيع القيام بعملها على النحو المطلوب، أو عندما تتأثّر بضغط القناة الهضميّة عليها مثلما يحدث عند تناول أطعمة غازيّة، فالنتيجة هو الشعور بالحرقة في الصدر خلف عظم القصّ، وقد تؤدّي إلى التهاب المريء، وحدوث تقرّحات وتضيّقات فيه. ولعلاج هذه المشكلة يجب التقليل من الأطعمة الحامضة كالطماطم والليمون والبرتقال، والمشروبات الغازيّة والمحتوية على الكافيين والأطعمة الغنيّة بالتوابل أو بالدسم، ويجب تناول وجبات أصغر بحيث لا تمتلئ المعدة، وعدم الذهاب إلى النوم إلّا بعد مضي أكثر من ثلاث ساعات من تناول وجبة كبيرة، مثلما أنّ للمشي فائدة كبيرة، ويفضّل رفع الفراش (وليس الوسادة) من جهة الرأس بنحو 15 سم، لمنع ارتداد السوائل، وقد وُجِد أنّ لعرق السوس أثراً في علاج هذه الحالة مع الانتباه والحذر من آثاره الجانبيّة في رفع ضغط الدم. والمعالجة الدوائيّة بدواء مثل (omprazole) تقلّل من الحموضة عن طريق إبطال عدد من مضخّات الخلايا المعدية المنتجة للحمض، ومع أنّ هذا الدواء يُؤخذ مدى الحياة، لكن الإفراط في استخدامه يؤدّي إلى مشاكل صحيّة؛ لأنّه يغيّر من بيئة الجهاز الهضميّ ويُعيق الامتصاص، ويزيد من نموّ البكتيريا المؤذية، وهناك أدوية أخرى مثل: (Rantidine) و(Tagamet)، التي استُخدِمت منذ 40 سنة، وعادت لتلقى رواجاً من جديد. وثمّة أدوية مثل (Malox) تستخدم لمعالجة الحرقة التي تحدث بين حين وآخر، وتحوي مركّبات تساعد على التخفيض من الحموضة، وتقدّم راحة تستمرّ لنحو 3 ساعات، وهي تُؤخذ فقط بعد بدء الأعراض، وتشمل تأثيراتها الجانبيّة الإمساك أو الإسهال، ومن الضروريّ عدم تناول متمّمات الكالسيوم معها خشيةً من تكوّن حصوات كلويّة.