رياض الزهراء العدد 166 واحة البراءة
زُجَاجَةُ العِطرِ العَجِيبَةُ
في كلّ يوم تستيقظ جَنى وهي دائمة التذمّر، تريد أن يكون كلّ شيء مثلما تحبّه هي، فهي تحلم بأن تغيّر كلّ ما ترفض القيام به إلى أعمال تفضّلها هي، ولا تفكّر إن كانت هذه الرغبات صحيحة أم لا؟ واستيقظت ذات صباح على صوت أمّها: جنى استيقظي فلديكِ الكثير من الأعمال التي يجب عليكِ القيام بها، أهمّها دروسكَ التي ستتواصل المدرّسة معكَ بشأنها، قالت جنى في نفسها: أوامر.. أوامر.. وفي هذه الأثناء وقعت عيناها على زجاجة عطر لها فتمنّت أن يكون هذا العطر عطرًا سحريًا؛ لترشّه على أيّ شيء ترفض القيام به مثلما هو مطلوب وتغيّره إلى ما تحبّ هي. قالت جنى: آه لكان الأمر تغيّر بوجود عطريّ السحريّ الرائع، حسنًا يا عطريّ السحريّ أحبّ أن تكون أمّي أمّاً بلا أوامر ولا طلبات، أي أن تكون أمًّا متساهلة إلى أقصى حدّ. سمعت الأمّ أمنية جنى مع قارورة العطر السحريّ وهي تُعدّ وجبة الإفطار، وابتسمت قائلةً في نفسها: حسنًا. رشّت جنى من العطر السحريّ على والدتها من دون أن تدري، وقالت: فلنجرّب الآن. قالت جنى بعد أن رشّت العطر: أمّي أريد اللعب على الحاسب الآليّ من الصباح حتى المساء. قالت الأمّ: لا مشكلة لديّ صغيرتي.. استخدمي الحاسب الآليّ لما تشائين من الوقت. قالت جنى: لكن معلّمتي طلبت منّي حفظ جدول الضرب، ومراجعة حفظ بعض الآيات!! قالت الأمّ: آه.. دراسة.. دراسة، الآن نحن في البيت بسبب كورونا، واللعب مفيد أيضًا. فَرِحت جنى فرحًا شديدًا وتابعت لعبها على الحاسب الآليّ إلى منتصف الليل، ثمّ أحسّت بتعب شديد وأرادت أن تشرب كأساً من الماء، فقالت لها والدتها: جنى ما رأيكِ في أن تشاهدي معي التلفاز؟ إنّه فلم رائع. قالت جنى: والسهر مسموح به؟ يا للروعة. جلست جنى تشاهد التلفاز مع والدتها حتى غلب عليها النعاس، ولم تستيقظ حتى الساعة العاشرة صباحًا على هاتف معلّمتها التي قالت لها: لِمَ لم تحضري إلى درسكِ في الفصل الافتراضيّ؟ لقد حضرت جميع زميلاتكِ، حاولي أن تأخذي واجبات هذا اليوم. صرخت جنى قائلةً: أمّي، دروسي، وواجباتي!! قالت الأمّ: لا مشكلة، فجميل أن نجعل اليوم يشبه البارحة. قالت جنى: يا إلهيّ لا أصدّق ما يحدث!! أسرعت جنى بإحضار زجاجة العطر وقالت: أرجوكِ أرجعي لي أمّي التي اعتدت على أوامرها، وسأنفّذها جميعها.. رشّت جنى العطر وفي هذه الأثناء قالت الأمّ: متى سيكون تنظيف غرفتكِ من ضمن أولوياتكِ اليوميّة؟ فرحت جنى وأخذت تقبّل والدتها، وهي تقول: حاضر يا أمّي! سأرتّب غرفتي، واجتهد في مذاكرتي، وأنام مبكّرًا، كم أحبّكِ يا أمّي وأحبّ أوامركِ، أحبكِ كما أنتِ. قالت الأمّ: الحمد لله على أنّكِ استفدتِ من الدرس. ضحكت جنى خجلًا وقالت: ماذا؟ هل كنتِ تعلمين يا أمّي بعطري السحريّ؟