النِّيَّةُ فِي الأَعمَالِ

السيد محمد الموسوي مسؤول شعبة الاستفتاءات الشرعية
عدد المشاهدات : 187

قال الله تعالى: (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (الأنعام: 162). النيّة في الأفعال العباديّة: القصد إلى الإتيان بالفعل متعبّداً به إلى الله تعالى، ويكفي في القصد أن يتعلّق بالعمل قبل الشروع فيه، ويبقى إجمالاً مستوعِباً وقوع الفعل من أوّله إلى آخره عن ذلك الداعي القربيّ، ولا يُطلب منه النيّة الحقيقيّة التي يستحضر فيها ذهنه في كلّ لحظة من لحظات العمل. ولا يُشترط في النيّة التلفّظ، ولا إخطار صورة العمل العباديّ تفصيلاً قبل الشروع فيه، ولا يُشترط نيّة الوجوب ولا الندب، بل لا يشترط فيها تمييز الواجبات عن المستحبّات في العمل العباديّ الواحد، بل تكفي الإرادة الإجماليّة المنبعثة عن أمر الله تعالى. وأهمّ أمر في النيّة هو الإخلاص، فإذا انضمّ الرياء إلى الداعي الإلهيّ بطُلَ العمل، سَواء كانت العبادة واجبة أو مستحبّة، وسَواء كان الرياء في الابتداء أم في الأثناء. وليس من الرياء المُبطل ما لو أتى بالعمل خالصاً لله تعالى، ولكنّه كان يعجبه أن يراه الناس، مثلما أنّ الخطور القلبيّ لا يُبطل العمل، خصوصاً إذا كان يتأذّى منه.