الفَحصُ المُبكّرُ لحَامِلي صِفةِ مَرضِ الثلاسِيميا
الثلاسيميا: هي كلمة يونانية مركبة تعني فقر الدم البحري، ويُسمى هذا المرض بهذا الاسم كونه منتشراً في الدول المحيطة والقريبة من البحر المتوسط مثل: قبرص، واليونان، وإن مرض الثلاسيميا (فقر الدم البحري) هو مرض وراثي يمتاز بفقر دم شديد، وسابقاً تحدثنا عن هذا المرض بصورة مفصلة، وبيّنا أنه ينتقل إلى الطفل من أبويه حينما يكونان كلاهما حاملين للصفة الوراثية، ويعدّ العراق أحد الدول التي ينتشر فيها هذا المرض ويكون معدل انتشار حاملي الصفة في العراق بنسبة (4-5)% وهي نسبة ليست بالقليلة، فالشخص الذي يحمل صفة فقر الدم البحري هو شخص طبيعي جداً، قد يكون مصاباً بشحوب بسيط لا يحتاج إلى العلاج عادة، وإذا كان الزوجان حاملين لنفس الصفة فتكون نسبة احتمال ولادة طفل مصاب هي 25%، وتتكرر هذه النسبة في كلّ حمل ناتج عن زواج شخصان حاملان صفة المرض، وبهذا يظهر هذا المرض في الأشهر الأولى من عمر الطفل، ويستمر طول مدة حياته، وإن علاج المرض هو إعطاؤه الدم بصورة مستمرة لأوقات لا تتجاوز في الغالب الستة أشهر، ولتفادي الإصابة بهذا المرض يجب إجراء الفحص المبكر قبل الزواج، وننصح كلّ الأشخاص المقبلين على الزواج بأن يقوموا بفحص الدم (وهو عبارة عن تحليل دم بسيط يُعمل للذكر أولاً ثم الأنثى) وهذا التحليل متوفر في المراكز الصحية التابعة لدائرة الصحة في مدينة كربلاء المقدسة، كذلك إرسال الطرفين إلى مركز فقر الدم الوراثي التابع لمستشفى كربلاء التعليمي للأطفال في حالة وجود فقر الدم لهما؛ وذلك لإكمال التحاليل والتأكد من عدم كون الطرفين حاملين لها، ولا مانع من زواج طرف واحد حامل لهذه الصفة إن كان الطرف الآخر غير حامل لهذه الصفة، ونحن نؤكد على ضرورة القيام بهذه التحاليل حتى إن كان الأزواج المقبلون على الزواج هم أقارب أو غير أقارب قبل البدء بخطوة (العقد الشرعي) لتلافي احتمالية ولادة طفل مصاب بهذا المرض؛ ولكي نقوم بنصح وإفهام كلا الطرفين بالنتائج المتوقع حدوثها، وبذلك نكون قد قلّلنا كثيراً من حدوث إصابات جديدة فـ (الوقاية خير من العلاج).