رِسَالَةٌ إِلَى الغَائِبِ الحَاضِرِ

يسرى الأسدي/ بغداد
عدد المشاهدات : 163

رسالتي إلى مولاي المنتظر المهديّ (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) روحي وأرواح العالمين له الفداء: يا سيّدي! العيون أقرحها الانتظار لرؤية ضياء نوركَ، أما حان اللقاء؟ النبيّ يعقوب (عليه السلام) انتظر غائبه أعواماً عدّة، وبكى حتّى ابيضّت عيناه من شِدّة الحُزن على فراق ولده، إلى أن عاد إليه لكن ماذا عنّا يا إمامي؟ أما آن لنا أن نلتقيكَ يا يوسفنا؟ أَلسنا أهلاً للقاء؟ متى تُرجع لنا أبصارنا مثلما أرجع يوسف (عليه السلام) بصر أبيهِ يعقوب (عليه السلام) بعودته بأمر الله تعالى؟ أينَ نحنُ من هذا اللقاء؟ متى تأخُذ بأيدينا وتعوّض لنا أعمارنا التي مضت بانتظار ظهوركَ، مثلما أخذ يوسف (عليه السلام) بيد زليخا وأعاد إليها الشباب؟ سيّدي يا يوسف الزهراء (عليها السلام) متى تأتي بقميص جدّكَ وترمي به على أعيننا فنبصر من جديد؟ أين نحن من ذاك اللقاء؟ ننتظركَ يا يوسفنا لِتُزهِرَ عِجافُ سنيننا من جَديد، أينَ نحن من هذا اللقاء يا غائباً عنّا وأنتَ قريبُ؟ أقبل أيّها العزيز فقد مسّنا الضرّ وأنتَ سيّدي رقيب، أقبل وأوفِ لنا الكيل وتصدّق علينا كي تُخضر سنابلنا اليابسات. أَلم يَحِن وقت رجعتكَ لتأخذ بثأرِ جدّكَ مثلما جاء المختار ورفع رايات: (يا لثاراتِ الحسين (عليه السلام))؟ أما حان وقت إطفاء نيران الفتن؟ أما حان وقت سلّ سيف جدّكَ الإمام عليّ (عليه السلام) البتّار بِوجه من أشعل نيران الحقد، وحارب إماماً غائباً وجهل عودته؟ لا نزال ننتظر الجمعة الحاسمة بعودتكَ بقلوبٍ بيضاء وعيون مترقّبة لظهوركَ فعجّل يا مولاي. شُعَّ بنوركَ واملأ الكون بميلادكَ الميمون سيّدي فمتى يشعّ نور ظهوركَ؟