"إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الرَّجُلَ القَوِيَّ"(1)
ليلى: مع آخر محطّة في الحلول ومعالجة الكسل وهي ممارسة الرياضة التي سنذكرها في ضمن نقطتين: الأولى ما رأي الدين في ممارسة الرياضة؟ وهل هناك تعارض بين الدين والرياضة؟ والثانية دور الرياضة في علاج الكسل. أمّا النقطة الأولى، فللإنسان بُعدانِ: بُعد ماديّ وبُعد معنويّ، مثلما توجد تعاليم دينيّة للبُعد المعنويّ التي تنمّي الروح وتعمل على تقويتها، فكذلك هناك تعاليم للبُعد الماديّ تنمّي البدن وتقوّيه، والعمل بكلا البُعدين يُنتج إنساناً قويّاً في روحه، وقويّاً في بدنه وجسده، وهذا ما يُريده الإسلام، فعن رسول الله (صل الله عليه وآله) أنّه قال: "إنَّ اللهَ يُحِبُّ الرَّجُلَ القَويَّ"(2) إذن لا تعارض بين الدين وبين الرياضة، فمثلما أنّ هناك رياضة للروح توجد رياضة للبدن. مَن منكنّ تستحضر رواية تدعم هذا الرأي؟ هدى: قال رسول الله (صل الله عليه وآله): "حقّ الولد على والده أن يُعلّمه الكتابة والسباحة والرماية وألّا يرزُقَه إلّا طيّبًا"(3) فمثلما أنّ هنالك حقوقاً تتعلّق بالجانب الفكريّ والمعرفيّ كالكتابة، توجد حقوق تتعلّق بالبدن كالسباحة مثلاً. حميدة: يُروى أنّ رسول الله (صل الله عليه وآله) مرّ بقوم من الأنصار يترامون، فقال (صل الله عليه وآله): "أنا في الحزب الذي فيه ابن الأدرع، فأمسك الحزب الآخر وقالوا: لن يُغلَب حزب فيه رسول الله، قال: ارموا فإنّي أرمي معكم، فرمى مع كلّ واحد رشقاً، فلم يسبق بعضهم بعضاً، فلم يزالوا يترامون وأولادهم وأولاد أولادهم، لا يسبق بعضهم بعضاً"(4) فمشاركة الرسول (صل الله عليه وآله) ودخوله معهم هو حثّ وتقرير على قبول هذا العمل. بتول: جاء عن الإمام الصادق (عليه السلام) قوله: مرض النبيّ (صل الله عليه وآله) المرضة التي عوفي منها، فعادته فاطمة(عليها السلام) ومعها الحسن والحسين(عليهما السلام)...، إلى أن قال لهما النبيّ (صل الله عليه وآله) "قوما الآن فاصطرعا، فقاما ليصطرعا، وقد خرجت فاطمة(عليها السلام) في بعض حاجتها، فدخلت فسمعت النبيّ (صل الله عليه وآله) وهو يقول: إيهٍ يا حسن، شُدّ على الحسين، فقالت له يا أبتِ واعجباه، أتشجِّع هَذا عَلى هَذا؟! أتشجِّع الكَبيرَ على الصَّغِيرِ؟! فقال لها: يَا بُنيَّة، أمَا تَرضيْنَ أنْ أقُولَ أنا: يَا حَسَن شُدَّ عَلَى الحُسَينِ فَاصْرَعْهُ، وهَذا حَبِيبي جِبْرائِيل يَقول: يَا حُسَين شُدَّ عَلَى الحَسَنِ فَاصْرَعْهُ"(5). حوراء: عن رسول الله (صل الله عليه وآله): "اُلهُوا والعَبُوا، فإنّي أكرهُ أن يُرى في دينكم غِلظَةً"(6) فاللهو هنا يقصد به في ما يحلّ، فالرسول (صل الله عليه وآله) يكره أن يرى في المؤمنين غِلظةً وجفافاً، فللعب دور نفسيّ، فهو يزيح الغلظة. ليلى: شكراً لتفاعلكنّ. زينب: وما دور الرياضة في علاج الكسل؟ ليلى: باختصار، هنالك دراسات شملت الآلاف من الصغار والكبار ومن عدّة شرائح، ربطت بين الرياضة وأمور أخرى، وأكدّت على وجود علاقة وثيقة بين ممارسة الرياضة والسعادة، وتحسين المزاج، وعدم الاكتئاب، وزيادة الإنتاج، والثقة بالنفس، والقدرة على التواصل مع الناس، فللرياضة إذن فوائد عدّة. هدى: وبعيداً عن الدراسات الموجودة، فالموضوع يحتاج إلى تجربة، وكلّ مَن جرّب هذا الأمر مثل السباحة أو المشي أو أيّ رياضة أخرى، عندما يمارسها لـمدّة، فسيرى بعض هذه الآثار تلقائيّاً تأكيداً لهذه الدراسات. يتبع... ......................... (1) و(2) بحار الأنوار: ج61، ص 184. (3) ميزان الحكمة: ج11، ص376. (4) مستدرك الوسائل: ج14، ص57. (5) بحار الأنوار: ج43، ص268. (6) ميزان الحكمة: ج4، ص 48.