"فَصَلِّهَا، وَأَرغِمْ أَنفَ الشَّيطَانِ"(1)

فاطمة صاحب العوادي/ بغداد
عدد المشاهدات : 187

- أمّ عليّ: أين نبأ؟ - أمّ نبأ: إنّها تصلّي الفريضة. - أمّ حسين: الفريضة؟ الآن؟! - نبأ: السلام عليكم. - أمّ عليّ: وعليكم السلام.. تقبّل الله، أليس الوقت متأخراً لأداء الفريضة؟ عسى أن يكون ما أخرّكِ خيراً! - نبأ (أطرقت خجلاً): لا شيء. - أمّ حسين: كيف ذاك حبيبتي؟ هذا ما لم أتوقّعه منكِ، لا ينبغي تأخير الصلاة عن وقتها إلّا لسببٍ قاهر. - أمّ نبأ: لطالما نبّهتها. - أمّ حسين: لابدّ من أنّكِ قرأتِ القرآن الكريم الذي هو دستورنا الأوّل، أَلم يلفت انتباهكِ قوله تعالى: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الوسطى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ) (البقرة: 238)؟!. - أمّ عليّ: وتوعّد الساهي عن الصلاة بالويل، فقال: (فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ  الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ) (الماعون:4، 5). - أمّ جواد: هناك الكثير من الأحاديث عن أهل البيت (عليهم السلام) في الاهتمام بالصلاة، فهي أوّل ما يُحاسب عليه العبد، فإن قُبلت قُبِل ما سواها. - أمّ عليّ: فلنتدبّر معاً الحديث المرويّ عن النبيّ (صل الله عليه وآله) في أهميّة المحافظة على الصلاة إذ قال (صل الله عليه وآله): "لايزالُ الشيطان ذَعِراً مِن المؤمن ما حافظ على الصلوات الخمس، فإذا ضيّعهنّ تجرّأ عليه فأدخله في العظائم" (2) - نبأ: (محرجة): نعم، ولكن وقتها موسّع. - أمّ نبأ: في كلّ مرّة أجبيكِ حبيبتي: هذا لا يعني أنّنا نتهاون ولا نُبادر إليها في أوّل وقتها لِما لها من الفضل العظيم. - أمّ حسين: دعيني أخبركِ بحديث عن الإمام الباقر (عليه السلام) قرأتُه بهذا الخصوص إذ قال (عليه السلام): "إنّ الصلاة إذا ارتفعت في أوّل وقتها رجعت إلى صاحبها وهي بيضاء مُشرقة تقول: حفظتني حفظكَ الله وإذا ارتفعت في غير وقتها بغير حدودها رجعت إلى صاحبها وهي سوداء مظلمة تقول: ضيّعتني ضيّعكَ الله"(3) - أمّ عليّ: لو تأمّلنا كثرة الآيات القرآنيّة الكريمة وأحاديث أهل البيت (عليهم السلام) المؤكّدة على إقامة الصلاة والمحافظة عليها نجد أنّ لها أهميّة في حياة الإنسان. - أمّ حسين: لأنّها أوثق ارتباط بين الإنسان وخالقه ممّا يُشعره بقوّة وثقة بأنّ الله تعالى قريب منه. - أمّ نبأ: ونتيجةً لهذا القرب يعيش الإنسان حالةً من مراقبة الله تعالى في خلجات نفسه وحركاته وعلاقاته بالآخرين، وينتبه لكلّ ما يبدر منه، فإن كان خيراً استبشر، وإن كان شرّاً حزن. - أمّ حسين: وهي من علامات الإيمان والفلاح، وبالتأكيد عندما تقرئين سورة (المؤمنون) فستشعرين بذلك: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ ... وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ) (المؤمنون 1–9). - أمّ جعفر: نعم، فالصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر. - أمّ عليّ: وأيضاً حبيبتنا الغالية لنا في أهل البيت (عليهم السلام) القدوة الحسنة، فهذا أمير المؤمنين (عليه السلام) وهو في لظى الحرب تراه قائماً للصلاة، وكذلك إمامنا الحسين (عليه السلام) -روحي فداه- لم يترك إقامة الصلاة في أوّل وقتها ولعلّه درس لنا لنعي أهميّتها. - نبأ: أمّي الحبيبة، خالاتي الطيبات، أنا أحبّ الصلاة، قد يكون تقصيراً منّي إذا أخّرتُها، ولكن بعدما سمعته منكنّ، فإن شاء الله تعالى سأكون ممّن يشملهم قوله تعالى: (وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ) (المؤمنون:9) - أمّ نبأ: لقد شغلتِنا عن واجب الضيافة يا نبأ. - نبأ (بكلّ سرور): حاضر يا أميّ. ................................ (1) وسائل الشيعة: ج103، ص13. (2) الكافي: ج3، ص323. (3) الكافي: ج3، ص322.