رياض الزهراء العدد 167 لحياة أفضل
المُرَاهِقَاتُ فِي زَمَنِ الإنترنَت
في زَمن السرعة، وكَثرة الهَرجة، وضِيق البَهجة، وعَدم شَغل الفَراغ، وانشغال الأهل بجلب الطعام المُستساغ، نجد أنّ هُناك حُبّاً للاستطلاع من قِبل الشباب الذي لم يَعرف كيف يستخدم التقنيّة المعرفيّة الإلكترونيّة، لذلك يتنفّس الحُريّة المُظلمة عن طريق مواقع التواصل التي لا تتعدّى دقائق من المرح أو استراق معلومات غير مفيدة تُعطي الحقّ للنفس البشريّة الوقحة أن تتعدّى حدود الله تعالى. وإن قلنا إنّ هذا التعدّي بغضّ النظر عن كون شريعتنا لا تسمح به، فإنّه قد يؤدّي إلى فساد الأخلاق، أو يأخذ الشباب الحالم إلى مكان خياليّ يستلزم المُعاناة للرجوع منه. وبما أنّنا نعلم بأن لا شيء يبقى مخفيّاً، فإنّ هذه الأجيال تعي خُطورة ما سيحصل إن لم تستخدم هذه التقنيّة بشكلها الصحيح، لكن لا يجب علينا أن نتّهم شبابنا بكلّ تقصير، فنشير هُنا إلى الأهل بإصبع الاتهام إن حصل خطأ بسبب سوء التربية، أو بسبب الإهمال أو عدم المراقبة لأولادهم وبناتهم، أو بسبب قلّة التوعية لمخاطر ما ستؤول إليه الأمور. لذلك اعلمي أيّتها الدرّة المصونة، أنّكِ خُلقتِ جوهرةً ثمينةً، لا أحد يستطيع الحصول عليها إلّا بشقّ الأنفس، أنتِ مهمّة ومُلهمة الأجيال، لا ينبغي أن يقيّدكِ حِساب إلكترونيّ لتعرفي ماهيّة نفسكِ، وراعي حدود الله سبحانه أينما كنتِ، وأجعلي قدوتكِ سيّدة نساء العالمين (عليها السلام) وفخر المخدرّات السيّدة زينب بنت عليّ (عليهما السلام)، واعلمي أنّ الله تعالى لا يترككِ، وسيهبكِ أجمل ممّا تتخيّلينه، لأنّه حقّ وقوله الحقّ: (هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ) (الرحمن:61)، فهل ثواب خوف مقام الله عزّ وجلّ لمَن خافه، فأحسن في الدنيا عَمله، وأطاع ربّه، إلّا أن يُحسن إليه ويجازيه على إحسانه في الدنيا والآخرة؟