المَرأَةُ وَالتَّعلِيمُ الحَوزَوِيُّ

خلود جبّار الفريجيّ/ بغداد
عدد المشاهدات : 125

المرأة من أهمّ أدوات الإصلاح، فهي تؤدّي دوراً أساسيّاً في إصلاح المجتمع؛ حيث إنّها مثلما قيل تشكّل نصف المجتمع وتربّي النصف الآخر، ولهذا فإنّ خلق امرأة متعلّمة يجب أن يكون هدفاً أساسيّاً لبناء مجتمع متحضّر، ومن أهمّ العلوم التي يجب أن تتلقّاها المرأة هي العلوم الحوزويّة؛ لأنّها تُرشد المرأة إلى الطريقة الصحيحة في التعاطي مع كلّ ما تحتاج إليه في حياتها، وتوضّح لها القيم والمبادئ والمفاهيم الصحيحة؛ إذ إنّ الإسلام دين شامل أتى لِيصلح الفرد والمجتمع، وقد اعتنى بالفرد عقله وروحه وجسده عن طريق العقيدة والأخلاق، وتشريع الأحكام التي تأخذ بيده إلى السعادة في الدنيا والآخرة، وانطلاقاً من هذه الرؤية أولت الحوزة العلميّة الاهتمام بشريحة النساء تطبيقاً للمنهج الإسلاميّ الذي ينصّ على أنّ العلم من أهمّ أُسس التفاضل بين الناس، فانتشرت الحوزات العلميّة والمدارس الدينيّة في كلّ مكان، ووضعت منهجاً للتعليم يناسب النساء ويحاكي احتياجات الأسرة، فالمرأة فيها هي: البنت، والأخت، والأمّ، والزوجة، ولذا فهي حجر الأساس واللبنة الأساسيّة لخلق مجتمع يتمتّع بالفضائل، ويجتنب الرذائل.. ولكن بطبيعة الحال تجد المرأة بعض المعوّقات في هذا الطريق، حيث التزامات المرأة وضرورة وجودها في المنزل لرعاية الأسرة قد لا تتوافق مع خروجها من البيت والسعي إلى طلب العلم من مظانّه، ولذا قامت الحوزة العلميّة بالتصدّي لحلّ هذه المشكلة عن طريق توفير البديل بطرح الحوزات الإلكترونيّة لتسهيل الأمر على النساء اللائي يرغبن بهذه الدراسة المباركة، لذا نرى تزايد الإقبال عليها، فكانت خطوة مباركة ستُؤتي أُكلها ولو بعد حين.