خُلِقَتْ بِهُوِيَّةٍ حُرَّةٍ

أفلاذ عبد الله القره غوليّ/ بابل
عدد المشاهدات : 131

الحجاب هويّة المرأة، فالمرأة المسلمة تُعرف من حجابها في كلّ مكان من الأرض، لن ينتهي الجدل حول الحجاب، ابتداءً من الحديث حول شكله وهيئته وانتهاءً بالحديث عن وجوبه وعدمه، فأيّ لباس يحمل دلالة معيّنة سواء كان تقليدًا أم التزامًا دينيًّا، فهو لغة تنقل الأذواق وتنطوي على معانٍ كثيرة، ولذلك نجد أنّه يُشير إلى أساليب السلوك للمجتمع، وكذلك إلى المنزلة الاجتماعيّة داخل ذلك المجتمع، وإذا أمعنّا النظر في الأساطير التي تشكّلت حول موضوع الحجاب والتي أدّت إلى تشكّل صورة عن الحجاب لها قوّة تأثيريّة من الممكن أن تؤثّر حتّى في النخب المثقفة!! فنجد في كثير من هذه الأساطير أنّهم يرون في الحجاب عنواناً لـ(السلطة الأبويّة)، أو (التمييز ضدّ المرأة)!! فهم يحاولون إسقاط مفاهيم غريبة على المفاهيم والمصطلحات الإسلاميّة. فالحجاب ليس من اختراع الرجل! وإنّما هو يحمل دلالته الدينيّة بوصفه تشريعًا إلهيًّا، وهنا نؤكّد على أنّ الحجاب بوصفه تشريعًا إلهيًا هو الدلالة الأهمّ والتي لا ينبغي أن تعلو عليها دلالة أخرى، وإن حصل وكانت الدلالة الاجتماعيّة في بعض المجتمعات أقوى ظهورًا من الدلالة التشريعيّة، فهذا تغييب للمعنى الحقيقيّ الشرعيّ لمصطلح (الحجاب) وتكون الصورة الذهنيّة عن المصطلح غير حقيقيّة، وإذا عرضنا المقصد الشرعيّ للحجاب فإنّنا نجد أنّ دلالته تدور حول العفّة والستر والاحتشام وغضّ البصر، والنهي عن التبرّج، وهذه كلّها دلالات تشريعيّة جوهريّة للحجاب، فهو لابدّ من أن يحقّق المعاني المقصودة منه، والخطاب التشريعيّ هذا إنّما جاء لكون أنّ الغريزة الفطريّة للرجل والمرأة هي مرتبطة بالإنسان من حيث كينونته، وليس مرتبطًا بالزمان أو عائدًا إلى سياقات اجتماعيّة أو أعراف قبليّة!! وبالعودة إلى الصراع في مسألة الحجاب بين التيّارات الفكريّة، فإنّ الحجاب يحمل شحنة رمزيّة عالية جدًّا، ويمتدّ الصراع ليصبح صراعًا بين الهويّات، حيث إنّ البعض يرى بأنّ الحجاب يهدّد "الهويّة الغربيّة"، فالجدل في موضوع الحجاب ينطوي في جانب مهمّ منه على جدل في الهويّة والتمايز الثقافيّ... فالكثير من التيّارات الفكريّة تعارض الحجاب؛ لأنّها ترى أنّ الحجاب يطبع المجتمع بثقافة دينيّة معيّنة وهويّة محدّدة، وهذا يشكّل بالنسبة إليهم تهديدًا للهويّة الحداثويّة للكثير من التيّارات الفكريّة الغربيّة.. لذلك تسعى عن طريق التحريض على منع الحجاب من أجل تغيير البنية الاجتماعيّة بدايةً من تغيير المظهر العامّ للمرأة!!