قَلبُ بَابَا المُلَوَّنُ

أنا نرجس، وهذا أخي الصغير حيدر، نعيش معًا في قلب بابا الملوّن.. أجل الملوّن، قلب بابا كبير جدًّا فيه بياض الثلج، والطيب، والحنان فهو يحنّ علينا، ويطيّب خاطرنا. نتشارك مع بابا بكلّ أعمالنا وأنشطتنا، فندرس، ونلعب، ونقرأ، وننشد، ونمارس الرياضة، ونحضّر الطعام. ووقت الصلاة نسافر إلى قلب السماء الزرقاء، نتعلّم الدعاء ونحفظ سور القرآن، نُنشد الأناشيد ونبتهل في المناجاة. في قلب بابا يوجد سهل أخضر، تتقوّى أجسادنا عندما نمارس الرياضة ونركض فيه، ونسدّد الأهداف في مرمى كرة القدم. أحيانًا نتزحلق على قوس المطر عندما نجمع معه خضار السلطة التي زرعها بابا بنفسه في حديقة بيتنا، فنحصل على أشهى صحن سلطة من كلّ الفيتامينات. في كلّ ليلة ننام على صوت قصصه الجميلة التي تأخذ بخيالنا بعيداً؛ لننام بدفء وحنان، فنغرق في حُمرَةِ قلبه المحبّ. يحرص بابا على أن نكون مميّزين في كلّ مكان، ويشجّعنا دومًا، فإن أحسنّا التصرّف تكن المكافآت دومًا بانتظارنا، وإن أخطأنا يحثّنا على الاعتذار، ويدلّنا على طريق الصواب، وهنا يظهر قلبه الورديّ اللطيف. قلب بابا ملوّن بكلّ ألوان الجمال؛ لذلك سأحرص دومًا على التصرّف بكلّ ما هو حسنٌ وجميل؛ ليزهر قلبه، ونبقى أنا وحيدر ننعم فيه.