(فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ..)(المطفّفين: 26)
- زهراء: إنّي أشفق على آمنة حبيبتي، إنّها لا تزال صغيرة وطاقتها قليلة، أخشى أن يرهقها الصيام. - أمّ عليّ: ابنتي الغالية، إنّ الله تعالى من رأفته ورحمته لم يكلّف الإنسان إلّا ما دون وسعه. - أمّ زهراء: وهو بحكمته جلّ وعلا إذ شرّع الصوم لا ليزيد في ملكه، إنّما شرّعه لما فيه من آثار إيجابيّة نفسيّة وجسديّة للإنسان. - أمّ حسين: آمنة بذرة طيّبة فإذا ما سُقِيت بماء طاهر صارت شجرة يانعة، وتأدية تكاليفها الشرعيّة هو بمثابة ذلك الماء، وهذا هو أوان سقيها. - أمّ زهراء: لقد أثبتت الدراسات في دول الغرب بأنّ الصيام علاج ناجع لكثير من الأمراض، بما فيها المستعصية، بل إنّه أهمّ أساليب الوقاية. - أمّ جعفر: نجد إشارة إلى ذلك في كتاب الله الكريم: (وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ)(البقرة: 148). - أمّ زهراء: أتذكرين حبيبتي أول يوم لصيامكِ؟ كنتِ أيضاً صغيرة. - زهراء: كان يوماً جميلاً في حياتي على الرغم من شدّة جوعي، وعلى الرغم من كلّ المغريات بقيتُ صائمة، ويا لها من فرحة عظيمة عندما جاء وقت الإفطار. فقد احتضنتني جدّتي وهي تدعو لي وكذلك أنتِ وأبي تحضنانني وتدعوانِ لي، كان شعوراً بالفخر والاطمئنان. - أمّ جعفر: من الطبيعيّ جداً أن يكون هناك شعور بالفخر ممزوج بالطمأنينة؛ لأنّنا في ضيافة الله تعالى. - أمّ حسين: هذا ما تضمّنته خطبة النبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم)، والتي قال فيها: "هو شهرٌ دُعيتم فيه إلى ضيافة الله، وجُعلتم فيه من أهل كرامة الله"(1)، يا لها من ضيافة ويا لها من كرامة. - أمّ عليّ: في هذه الخطبة مضامين عظيمة، ومناهج تربويّة واجتماعيّة تهدف إلى نشر المحبّة والإحسان بين الناس. - أمّ حسين: إضافةً إلى تقوية الارتباط بربّ العالمين جلّ وعلا بما يجعل الإنسان يرتقي درجات الكمال النفسيّ والروحيّ. - أمّ جعفر: (كأنّها تتنفّس الصعداء وهي تقرأ بعض فقرات الخطبة): ما أعظم كرمكَ ربّي: "ومَن تطوّع فيه بصلاة كتب الله له براءةً من النّار، ومن أدّى فيه فرضاً كان له ثواب مَن أدّى سبعين فريضةً فيما سواه من الشهور"(2). - أمّ حسين: وما قولكِ في هذا الجزء من الخطبة؟: "أنفاسكم فيه تسبيح، ونومكم فيه عبادة"(3). - أمّ جعفر(مُردفةً): "ومَن حسّن منكم في هذا الشهر خُلُقه كان له جوازاً على الصراط يوم تزلّ فيه الأقدام"(4). - أمّ عليّ: كرم ما بعده كرم، لذا علينا استثمار هذه الفرصة بأحسن ما يكون.. - أمّ زهراء: لطالما تصوّرتُ شهر رمضان بمثابة مخزن مليء بما لذّ وطاب والأخذ منه مُباح للجميع، فالمحظوظ مَن وعى أنّ الفرصة قد لا تكرّر، فملأ أكياسه... - أمّ جعفر: أنا أشعر به وكأنّه دورة تدريبيّة علينا الجدّ والاجتهاد حتى لا تفوتنا صغيرة أو كبيرة، فالنتيجة لا تظهر إلّا بعد انتهاء الدورة، حيث يكون الاختبار. - زهراء: أنا وزينب أعددنا برنامجاً للصائمين الصغار، فيه معلومات عن فوائد الصوم والأحداث المهمّة، وهدايا تشجيعيّة. - زينب: لا يزال طعم الفرحة في قلبي حينما أهدتني العائلة صندوقاً مليئاً بالحلوى والإكسسوارات في ليلة النصف من شهر رمضان بذكرى ولادة كريم أهل البيت الإمام المجتبى (عليه السلام). - زهراء: وأنا لم أنسَ كلمات الإعجاب والدعاء عندما قرأتُ قصيدةً بذكرى شهادة الإمام عليّ (عليه السلام) في ليلة الواحد والعشرين من شهر رمضان. - أمّ عليّ: إذن عمّا قريب ستبدأ المنافسة لنيل الحظّ الأوفر من كرم الله (سبحانه وتعالى): (وفي ذلك فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ)(المطفّفين: 26). ...................................... 1-2-3-4- وسائل الشيعة: ص23.