رياض الزهراء العدد 168 لحياة أفضل
العُنفُ الأُسرِيُّ
في زمن التطوّر والتكنولوجيا لا يزال العنف يتصدّر الحياة الاجتماعيّة بالتعامل مع أفراد الأسرة في مجالات الحياة وبخاصّة من طرف الأب أو الزوج، إذ إنّ المناقشة مُعدمة، ولا يُعطى لأيّ فرد في الأسرة حقّ النقاش وأخذ القرارات التي تخصّهم، فهناك أب يضغط على أولاده ويعنّفهم تجاه الدراسة، ومبتغاه أن يحصل ابنه على معدّل عالٍ ليدخله كلّية الطبّ، بدون الأخذ بنظر الاعتبار القدرة العقليّة وطموح الولد في الحياة، وماذا يريد أن يدرس وفيما يتخصّص، وأبٌ آخر يضغط على ابنته بترك الدراسة والموافقة على الزواج حتى بدون سماع رأيها وهي بعمر صغير غير مهيّأة للحياة الزوجيّة والأسريّة، وهناك أزواج يتعاملون مع زوجاتهم وأبنائهم بالعنف اللفظيّ والجسديّ، ولا يعطون أيّ حقّ أو فرصة للمناقشة وبخاصّة الزوجة، فيحرمونها من أبسط حقوقها التي دعا إليها الدين الإسلاميّ، وتصبح حياتها قاسية لا تستطيع التكيّف معها، ممّا يؤدّي إلى اتخاذها قرار الانفصال للتخلّص من المعاناة، وبدوره ينتهي إلى تفكّك الأسرة وضياع أفرادها، وهناك بعض الزوجات يصبرنَ على عنف الزوج ويضحّينَ بحياتهنّ لأجل الأبناء، ولكن ينتج عن ذلك ترسّبات في شخصيّة الأبناء ستنعكس على تصرّفاتهم في مراحل حياتهم القادمة. الحلول: 1- أن يخضع كلّ من الفتى والفتاة في مرحلة عقد الزواج إلى الإرشاد عن كيفيّة التعامل فيما بينهما من قِبل ذوي الاختصاص. 2- التوعية الثقافيّة والاجتماعيّة للآباء بكيفيّة التعامل مع الأبناء كلّ بحسب مرحلته العمريّة وجنسه بدون التفرقة والتمييز بينهم. 3- على الآباء إعطاء الحقّ للأبناء في اختيار نوع دراستهم وتخصّصهم بدون الضغط عليهم، وكذلك بالنسبة إلى الفتاة يجب أن يكون لها حقّ التعلّم وحقّ الموافقة عند الزواج، والأخذ برأيها مثلما دعا الدين الإسلامي إلى ذلك.