كُوني لَهُ كَخديجة َ (عليها السلام) في السِّيرَةِ، يكُنْ لَكِ مُحَمّدِيَّ الأخلاقِ

زينب شاكر السمّاك/ كربلاء المقدّسة
عدد المشاهدات : 153

كيف أكون الزوجة الصالحة؟ كيف أستطيع أن أكون سنداً لزوجي؟ كيف أجعل أسرتي سعيدة؟ كيف أكون الزوجة والحبيبة والصديقة والرفيقة لزوجي؟ كلّ زوجة تتمنّى أن تصل إلى إجابات هذه الأسئلة حتى تصل إلى قمّة علاقتها الزوجيّة مع زوجها، وبناء أسرتها بالشكل والمضمون الصحيح التي تُرضي به ربّها وضميرها وأسرتها. كلّ ذلك يُختصر في شخصيّة واحدة وهي السيّدة خديجة (عليها السلام)، زوجة أعظم شخصيّة في تاريخ الإنسانيّة وهو سيّدنا وحبيبنا النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، نِعم الزوجة ونِعم المثال الذي يُحتذى به، لم يعرف التاريخ الإسلاميّ زوجةً أخلصت في بيتها ودعمت زوجها وأيّدته ونصرته ونصرت فكرته كالسيّدة خديجة (عليها السلام)، فهي أول مَن صدّقت وآمنت برسالة النبيّ محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) عندما أُنزل عليه الوحي، فبعد أن آمنت (عليها السلام) بالله تعالى، وبدعوة رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم)، استحالت حياتها إلى جهاد ودعوةٍ مستمرّينِ، فقد أخلصت للفكرة التي آمنت بها، وعندما فرضت قريش الحصار على المسلمين في شعب (بني هاشم)، رفضت السيّدة خديجة (عليها السلام) أن تترك الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، وظلّت معه في الشِعب ثلاث سنوات، تحملّت فيها الجوع والتعب. وقفت إلى جانب النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) مساعدةً ومعاضدةً حتى أنفقت ثروتها الطائلة في نجاح الرسالة وتحقيق الأهداف التي كان يرومها (صلى الله عليه وآله وسلم)، وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) شديد الحبّ لها ولم يفتأ يذكرها ويُثني عليها، وكان (صلى الله عليه وآله وسلم) يردّ على مَن كانت تقول له: إنّ الله أبدلكَ بخير منها: "لا واللّه ما أبدلني اللّه خيراً منها، آمنت بي إذ كفر الناسُ، وصدّقتني وكذّبني الناسُ وواستني في مالها إذ حرمني الناسُ ورزقني اللّه منها أولاداً إذ حرمني أولاد النساء...". إنّها فعلاً المثال الكامل للزوجة المسلمة، فكانت السند والحصن الحصين لسيّدنا محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم)، وقد حقّقت تلك المقولة التي تقول: وراء كلّ رجل عظيم امرأة عظيمة، وسيّدتنا خديجة (عليها السلام) امرأة عظيمة يُشار إليها بالبنان، وعلى النساء اللائي يسعين إلى سعادة أسرهنّ، وحبّ أزواجهنّ إياهن أن يجعلنَ من أمّ المؤمنين خديجة (عليها السلام) قدوةً لهنّ. فقد وقفت مع الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في أصعب مواقفهِ وآزرته في محنه، قفي عزيزتي مع زوجكِ في المواقف والصعاب ولا تتخلّي عنه عندما يكون بحاجتكِ، كوني له الزوجة الرقيقة والصديق الوفي في المحن، والأخ العضيد في الصعاب، فهو سرّ سعادتكِ وسعادة أسرتكِ، واستمرارها رَهْن رضا زوجكِ عنكِ ومدى وقوفكِ إلى جانبه، فكوني خديجيّة السيرة حتى يكون لكِ محمّديّ الطباع.