بُستانٌ غَنّاءٌ لإحياءِ الأمجادِ واستخلاصِ العِبَرِ وذَاكرةِ الأحداثِ

نوال عطيّة المطيّري/ كربلاء المقدّسة
عدد المشاهدات : 177

بارقة الأمل تزهو بالبهجة والسرور، ومساعي الخير وعنوان السعادة تفيض وتملأ ملتقى الأحبّة والأهل والأصدقاء؛ لتصدح القلوب قبل هتاف الحناجر وتمتمة الشفاه، ثمّة شغف يدعو إلى توطيد أواصر الأخوّة والمشاركة في الأفراح، ونيل رفيع درجات التقدّم والارتقاء في المجالات العلميّة والعمليّة عبر انعقاد المجالس العامرة واللقاءات الثريّة المنعقدة تحت رعاية أخيار المؤمنين لإضافة رصيد من الوئام والتواصل مع بعضهم البعض تحت مصداق يسمّى (الاحتفاء بالمناسبات). ولطائر السلام والأنوار وقفة نديّة عبر ميدان الفكر والعلم والمعرفة؛ ليحطّ بأجنحة الأصالة في باحة المدرسة وهو يرتقب زقزقة الإنشاد لمرتشفي نمير المعرفة لإحياء المناسبات الدينيّة والوطنيّة والمدرسيّة، وبثّ مشاعر التوافق والانسجام، وإشاعة روح التعاون وتجديد العهد وتوثيق الأحداث والوقائع وأرشفتها في حينها، وستبوح السرائر وتتأنق حدقات العيون ويسترق السمع بأمواجه ليرصد ظاهرة باهرة تسعى إلى إسعاد النفس وقضاء فسحة من الزمن للتجمّعات واللقاءات المثمرة، حيث تُسهم تلك المشاعر وأوبريت الإنشاد في تنشئة تلميذ يثق بنفسه ليسلك المسار الصحيح في كافّة الأنشطة، والسلوك في العمليّة التربويّة والتعليميّة، وتقدّم تلك المناسبات ذائقة توعويّة تهدف إلى خلق مجتمع مترابط يبدأ من الأسرة ويكتمل عطاؤه عن طريق بوّابة المدرسة ليجني ثماره اليانعة لخدمة أبناء الوطن في المستقبل، وتتضمّن بعض الاحتفالات مواعظ، وحِكماً، وقواعد أخلاقيّة تحثّ المتعلّمين على تعزيز روح الجماعة، والتعرّف على تراث البلد، وتجديد الولاء والثبات على محبّة الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) وولاية أهل البيت (عليهم السلام)، والمناسبات التربويّة التي تشمل يوم اللغة العربيّة، ويوم المعلّم، والاحتفالات الوطنيّة التي تشدّ وتؤطّر قيم الحبّ والانتماء للوطن، وتعدّ عنصراً مهمّاً وحيويّاً يشكّل حافزاً اجتماعيّاً ونفسيّاً، ووسيلة اتصال جماعيّة في الأوساط المعرفيّة والمجتمعيّة، وهنالك شذرات نافعة لإقامة المناسبات في المدرسة، حيث إنّها تمنح التلاميذ أفكاراً جديدةً تدعوهم إلى التعبير عن الألفة والمساندة والقيام بأنشطة متنوّعة، والتمتّع بفرصة استثمار المواهب والهوايات واحترام الذات، والتكيّف مع متغيّرات الحياة. ويجد التلميذ متنفّساً له ومساحةً لتفريغ الانفعالات، وتنشيط الذاكرة، وتعمل على صقل شخصيّته، والخروج عن الرتابة اليوميّة، وترسيخ مبدأ التكافل وإطلاق المبادرات والعمل التطوّعيّ. وفي الختام لابدّ من القول إنّ الترفيه جزء مهمّ في تحقيق الصحّة النفسيّة التي تحرّر فئة المتعلّمين من قيود الأفكار السلبيّة وفي الوقت ذاته يعدّ أحد وسائل التربية الإيجابيّة للأبناء.