رياض الزهراء العدد 77 شبهات قانونية
المَرأةُ بَينَ الدّستورِ والشَّريعَة_حقّ الزواج واختيار الزوج
قال تعالى في محكم كتابه: (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا)/ (الفرقان:54). وقال سبحانه: (هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ)/ (البقرة:187). وقال تعالى: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ)/ (البقرة:228). ونحن نقول الحمدُ لله ربّ العالمين أننا مسلمون وأن الله تعالى وضع لنا دستور الحقّ القرآن الكريم وهو يحتوي على كلّ قوانين الحياة والتي تنظم كلّ صغيرة وكبيرة في عالم الدنيا.. والحمدُ لله كثيراً إن كان اقرّ حقوق المرأة مثلما اقرّ حقوق الرجل.. اعتدنا في المجتمعات العربية خاصة أنه للرجل حق الزواج واختيار الزوجة وفرض كلّ شروطه باعتبار أنّ الزواج هو عقد فلابدّ من أن يمتاز بوجود البنود أو الشروط، وكذلك في الأمم السابقة كان للرجل كلّ الحقوق وما على المرأة إلا الطاعة.. مما أدّى إلى وجود اختلالات كبيرة في كثير من المجتمعات حيث يمكن أن نجد اليوم كثيراً مما يخالف الدستور السماويّ مباحاً كونه يوافق العُرف، بينما هناك حقوق شرعية يفرضها الله تعالى فيرفض المجتمع تطبيقها، وحينما تصل المجتمعات إلى هذا الحد نكون قد وصلنا إلى شفا حفرة من الانهيار الاجتماعي والعقائدي ولولا رحمة ربّي لهلكت الأرض وما عليها.. من خلال القرآن الكريم نجد أن الله تعالى هو الذي خلق من الماء بشراً أي رجالاً ونساءً ولم يحدد جنساً دون جنس آخر والغرض أنه جعلها نسباً وصهراً، ثم نجد في آية مباركة أخرى (هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ) والمقصود وبحسب كتب التفسير أنه تعالى يمثّل أو يشبّه الزوجة لزوجها كلباس الجسد تحميه وتُحافظ عليه نفسياً ومعنوياً وتقوم بواجباتها الشرعية تجاهه، وكذلك هو عليه أن يكون لها كاللباس يُراعي مشاعرها ويحترم أحاسيسها ويؤدي واجباتها الشرعية وحاجاتها الاقتصادية والزوجية والاجتماعية، فلهنّ مثل الذي عليهنّ، ولكي تتحقق المعادلة بهذا الشكل البديع من الوصف القرآني، وتتجسد المودة والرحمة في لباس الزوجية فلابدّ من أن تختار المرأة الرجل الذي تشعر أنها قادرة على العيش معه بمودة وألفة، وليس هو حقاً للرجل من دون المرأة؛ لذلك فهي صاحبة القرار في اختيار الزوج المناسب لها وعلى مرّ العصور، فإن الله تعالى يضرب لنا بذلك الأمثال فبنت شعيب زوجة موسى عليها وعلى زوجها السلام اختارت أن تتزوج من موسى، فقالت لأبيها بمعنى الآية المباركة من سورة القصص: أن استأجره وهو قوي أمين، أي أبدت إعجابها وقبولها الضمني به كزوج مما جعل أباها يطلبه للزواج بابنته، وهنا يتجسد الحقّ الواضح للمرأة في الزواج واختيار الزوج التي تراه مناسباً لها بما يوافق الشريعة الإسلامية.