فِكْرُ العَقِيلَةِ (عليها السلام) يَنهَلُ مِن مَنْبَعِ الجُود

وفاء عمر عاشور
عدد المشاهدات : 216

بدعوة من العتبة العباسية المقدسة تم استقبال وفد من مدرسة فكر العقيلة (عليها السلام) في مجمّع (أم البنين (عليه السلام)) التابع للعتبة العباسية المقدسة، وذلك عصر يوم 28/2/2014م، وهي مدرسة دينية نسوية من محافظة الناصرية (قضاء سوق الشيوخ، حي العرب) وكانت مدة الزيارة يومين تضمنت زيارة العتبات المقدسة في كربلاء والأقسام الملحقة بها، وقد تم نقل الوفد من محافظة الناصرية إلى كربلاء بعجلات خُصّصت من قبل العتبة المقدسة، وضمّ الوفد أكثر من 120 امرأة من المراحل العمرية المختلفة، وتمّ اصطحاب بعض أمهات الطالبات حرصاً منهم على المراقبة الأبوية، وذلك لصغر أعمار بعض الطالبات، وقد أبدى الوفد شكره الجزيل لهذه الدعوة المباركة وحسن الضيافة من قبل المنتسبين في مدينة الزائرين ولما قدّموه من خدمات من تهيئة الطعام وإعداد أماكن المنام وتزويد الوفد بما يحتاجه من رعاية صحية بكلّ رحابة صدر. وفي اليوم الثاني تشرف الوفد بزيارة مرقد أبي الفضل العباس (عليه السلام)، وبعد إتمام مراسيم الزيارة وطلب الشفاعة من صاحب المرقد الشريف توجّه الوفد إلى زيارة أقسام العتبة العديدة، للاطّلاع على أهم المستجدات التي تشهدها العتبات المقدسة في محافظة كربلاء في المجالين الثقافي والعمراني ولمد جسور التواصل والتعاون الفكري بين العتبات والمدارس الدينية المنتشرة في المحافظات، وكان في ضمن برنامج الزيارة الاطّلاع على متحف الكفيل، وقد أبدى الوفد إعجابه الشديد بالمقتنيات والنفائس الحربية القديمة والنقود المسكوكة إضافة إلى الكثير من الهدايا الثمينة الموجودة فيه، وبعد ذلك زار الوفد مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة واطّلع على الكتب الموجودة فيها، وأبدت الأخت أم علي مديرة المدرسة ومسؤولة الوفد إعجابها الشديد بالمكتبة وبعدد الكتب الهائل والتنوّع في مصادرها الثقافية والعلمية والدينية، ووصفتها بأنها منبع للعلم والمعرفة ودليل لكلّ باحث، كما أشادت بترحيب المنتسبات في المكتبة والشرح الوافي لتاريخ تأسيس المكتبة، ومساعدة الوفد للاطّلاع على الكتب وقد بيّنت السيّدة أم علي أن من أولويات مدرسة فكر العقيلة (عليها السلام) الارتقاء بمستوى واقع المرأة الفكري، والاقتداء بمنهج العقيلة زينب (عليها السلام) أم المصائب، ولهذا سُمّيت المدرسة بهذا الاسم الكريم، وتقوم المدرسة بتشجيع الطالبات على الابتعاد عن المنزلقات الغريبة عن روح الإسلام، التي بدأت تنتشر في المجتمع كالنار في الهشيم نتيجة للأفكار المندسّة والمدروسة من قبل بعض القنوات الفضائية والشبكة العنكبوتية، وهذه الأفكار في الحقيقة لا تطابق واقع المرأة العربية المسلمة، كالتبرج بصورة ملفتة للنظر، والتكلم مع الرجال الأجانب عبر الأجهزة الحديثة مما دفع بعض الأهالي إلى حثّ بناتهم على الانضمام إلى المدرسة والتزوّد من مناهل العلم والمعرفة فيها، والاقتداء بسيرة أهل العصمة (عليهم السلام) والعودة بواقع المرأة المؤمنة إلى فطرتها السليمة، وبعد ذلك عاد الوفد إلى مدينة الزائرين متنعمين بالاطمئنان الروحي الذي اكتسبوه من زيارة مرقد أبي الفضل العباس (عليه السلام) وفي عصر اليوم نفسه توجّه الوفد إلى زيارة مرقد أبي الأحرار (عليه السلام) والاطّلاع على أقسام العتبة الحسينية المقدسة، وقد أبدى الوفد انبهارهم بما شاهدوا من تطورات على المستويات المختلفة، وعدّوا أن ما يحصل من تطورات ما هو إلا نبع صافٍ من منهل تضحيات أبطال كربلاء، هذا وقد عاد الوفد إلى محافظتهم متمنيين من المولى قبول أعمال الزيارة وشيوع الأمن والأمان في ربوع الوطن.