أُسبوعُ التَّغييرِ

ضمياء العوّادي/ كربلاء المقدّسة
عدد المشاهدات : 133

التجارب هي الوسيلة العمليّة التي تخبركَ بالصواب دائمًا، لذلك يُقال التجربة أكبر برهان، فمنها نستطيع أن نبني قاعدة نتشبّث بها ونحاول تعميمها. ولنعدْ قليلًا إلى ما قبل شهر رمضان، عندما كنّا نمارس طقوس الروتين اليوميّ والموازين معتدلة ومقسّمة بحسب النظام الكونيّ، الليل للنوم، والنهار للعمل، هذا هو النظام التي نستمدّه من الطبيعة، ومع حلول شهر رمضان بدأنا نعبث بالنظام الطبيعيّ ليتوافق مع ما يلائمنا، لنتذكّر كم استغرق منّا جسمنا ليعتاد على تغيّر النظام؟ يوماً؟ أسبوعاً؟ لا يتعدّى ذلك، حتى خضعتْ أجسامنا لبرمجة تؤهّلنا لنتعايش مع التغيير الجديد، لنرجع إلى قبل بضعة أيام حيث كنّا نحاول أن نعيد برمجة النظام، ومهما عجزنا فالمسألة لا تتعدّى الأسبوع أو أكثر بقليل. هذه التجربة التي نكرّرها كلّ سنة لو نقف عندها ونحاول أن نتأمّل فيها، فكم ستكون مفيدة لتغيير أيّ سلوك، أو صفة، أو التغلّب على شعور ما! حتى لو عدنا إلى ترتيب أوراقنا الحياتيّة من أعلى سلّم الاهتمامات، حتى الصفات تتمّ معالجتها تدريجيًا إلى أن تختفي الظاهرة وتتمّ السيطرة عليها. ما دمنا نمتلك تلك الطريقة إذًا لماذا نردّد كلمة (لا أستطيع) ونضع حولها مجموعة من العوائق، فمهما كانت الاهتمامات فيها صعوبة، يستطيع الإنسان عن طريق التدرّج التقليل منها وتركها، وهذه الطريقة نافعة أيضًا في كسب مجموعة من العادات التي يرغب بها أيّ فرد، والتخلّص من أيّ عادة سيّئة، لأنّ العادات -مثلما نعرف- تغلب الطبع، بما أنّ لها قيوداً تفرض على الأشخاص، لذلك من الضروريّ أن نتخلّص من العادات الضارّة وأن نتحلّى بالعادات الجيّدة، بيّن أمير المؤمنين (عليه السلام) لصحبه: "غالبوا أنفسكم على ترك العادات تغلبوها، وجاهدوا أهواءكم تملكوها"(1). ...................................... (1) ميزان الحكمة: ج٣، ص٢١٩٠.