رياض الزهراء العدد 168 منكم وإليكم
صَومُ شَهرِ رَمضانَ
جلس عليّ بجانب والدته بعد أن أكمل فريضته وتلا ما تيسّر له من القرآن الكريم، ونظر ببراءة إلى عينيها، ثمّ سألها: والدتي العزيزة لقد كنتُ البارحة في بيت صديقي سجّاد، وبعد أن أعدّت لنا والدته الإفطار تحدّثنا عن شهر رمضان، إلّا أنّني لا أملك كثيراً من المعلومات، يا أمّي حدّثيني عن هذا الشهر المبارك، فأجابت والدته: يا ولدي وفلذة كبدي عليّ، هذا الشهر من أعظم شهور السنة، تتطاير فيه الذنوب وتبتعد مثلما تتطاير الفراشات حول الزهور، ومن شدّة عظمة هذا الشهر الكريم سمّي بشهر الله، تُغلق فيه أبواب جهنم وتفتح فيه أبواب الجنان، وسمّي رمضان لأنّه يرمض الذنوب ويحرقها مثلما تحرق الصحراء رمالها، وقد ضاعف الله فيه ثواب العبادات لدرجة أنّه جعل نوم الصائم عبادةً وأنفاسه تسبيحاً، وعليكَ يا ولدي العزيز أن تحصد في هذا الشهر الفضيل عظيم الثواب، ولا تتّبع القنوات المضلّلة -قنوات الشيطان- التي تبثّ البرامج والمسلسلات المغرضة التي تهدف إلى إبعاد المسلمين عن ثواب هذا الشهر العظيم وأعماله العباديّة، فمَن قليل الحظّ هذا الذي يبتعد عن الجليل في هذا الشهر الفضيل؟