شَهرُ رَمضانَ وَالجِهَازُ الهَضمِيّ
شهر رمضان هو شهر الحمية بامتياز، هذا إن التزمنا بالصيام عن الطعام والشراب دون إسراف أو مبالغات في السحور والفطور، الأمر الذي يجعل من الصيام إجازةً سنويّة يستمتع بها الجهاز الهضميّ، ويستعيد خلالها صحّته وعافيته، ويبقى لبعض الأمراض الهضميّة وعلاجاتها في شهر رمضان خصوصيّة تستدعي بعض التفصيل: 1- الالتهابات المعويّة الحادّة والمزمنة: الالتهابات المعويّة التي يرافقها الإسهال والإقياء تستدعي عدم الصيام لتعويض السوائل والأملاح التي تضيع بالإقياء والإسهال، أمّا إذا كانت الالتهابات المزمنة مثل التهاب القولون التقرّحي، أو داء كرون فإنّه يمكن الصيام وتوزيع الدواء على وجبات السحور والإفطار. 2- الفلس المعديّ المريئيّ والفتق الحجابيّ: يُقصد بالفلس المعديّ المريئيّ (الحرقة والحموضة)، وتشتدّ في شهر رمضان، وأهمّ سبب لذلك هو تناول وجبة سحور ثقيلة ثمّ النوم بعدها بمدّة قصيرة، وأفضل طريقة لتجنّب ذلك هو تناول دواء مضادّ للحموضة قبل السحور، وتجنّب الأطعمة والأشربة الحامضة والحادّة والبهارات والقهوة والمقالي، وتخفيف وجبة السحور وتأخير النوم بعدها بـ (2-3) ساعات إن أمكن. 3- أمراض الكبد: ينطبق ما ذكرنا في التهاب الأمعاء الحادّ على التهاب الكبد الحادّ على اختلاف أسبابه، فالخوف من حدوث التفاف وضياع الشوارد والأملاح يستدعي الإفطار حتى تستقرّ الحالة، أمّا في الالتهابات المزمنة والمراحل المبكرة من تشمّع الكبد فإنّه يمكن الصيام ما لم يُوصِ الطبيب المعالج بعكس ذلك، أمّا في حالات التشمّع الكبديّ المتقدّم فيُنصح المريض بالإفطار بسبب الوهن الشديد الذي يشعر به، إضافة إلى تعدّد الأدوية المتناولة وتوزيعها على ساعات النهار والليل. 4- وبعد ذلك كلّه فإنّه يُنصح الصائم عموماً بالاعتدال في وجباته مع الاعتماد على النشويات مثل البطاطا والمعكرونة والخبز، والبروتينات مثل اللحوم والبقول في السحور حتى لا يشعر بالجوع من بداية اليوم، مثلما يُنصح ببدء الإفطار بطعام خفيف كالتمر أو الحساء أو السَلَطة مع الحذر من تعدّد أصناف الطعام في الإفطار، والعمل على توزيع السوائل التي يحتاجها الجسم من (2-3) لترات يومياً من وقت الفطور إلى السحور، ولا مانع من وجبة خفيفة في هذه المدّة مثل الفواكه أو المهلبيّة.