الجِلبَابُ المُوشّى
يتمايل القلم فخراً.. ويشمخ القرطاس كرامة.. وتتقافز الحروف وتتبعثر على أروقة الأحزان.. فيتسارع اليراع ليجمعها بلوعة الأسى.. متخذا من دموع المحبين مداداً مدافاً بدم الشهادة.. من ثنايا التاريخ تمتزج المشاعر فتولد الخواطر والرؤى.. فيتراءى للعاشقين ذلك الجلباب الموشى بعبق الإمامة.. تنقش عليه الغيرة الهاشمية والحمية العلوية بحسيس كفّين.. كانتا وما تزالان نبعاً للسخاء.. ذلك الجلباب الذي تلفعت به آية الوفاء والإيثار.. وآية الصبر الجميل إنها أم البنين.. فتحت ظلال جلبابها كبر القمر المنير والنجوم الثلاثة.. ليقودهم إلى سماء الطف، ليكونوا من الخالدين.. ليرسموا على أرض كربلاء.. لوحة الفداء والتضحية بريشة الولاء.. لتتجلى أسمى معاني الإنسانية..