رياض الزهراء العدد 168 واحة البراءة
مَائِدَةُ القُرآنِ الكَريمِ
اجتمعت الأمّ (حنان) بأبنائها على مائدة الطعام وخاطبتهم بحنان: أبنائي الأعزّاء، أعددت لكم الأطباق التي تحبّونها، فبادرها عليّ بالشكر: شكرًا لكِ يا أمّي، وهل تعدينني يا أمّي بأن أحصل في كلّ يوم من أيام شهر رمضان المبارك على صنف جديد من الأطباق اللذيذة التي تعدّينها؟ أجابه أحمد: نعم يا عليّ، ستعدّ لكَ أمّي ما تحبّ من الأطعمة، ولكن علينا أن نستذكر طريقة أهل البيت (عليهم السلام) في تناول القليل من الطعام. فقالت الأمّ: حسنًا، بما أنّ عليّاً يحبّ أصناف الطعام المختلفة، ونحن نجلس على مائدة الطعام فهل يوجد في القرآن الكريم آية تتحدّث عن مائدة الطعام؟ أجاب أحمد: نعم يا أمّي: (قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ)(المائدة: 114). فسألت الأمّ ابنيها بعد أن أنهى أحمد قراءة الآية: فهل يا تُرى هناك موائد ماديّة وموائد معنويّة؟ تعجب عليّ من السؤال وقال: كيف تكون الموائد ماديّة ومعنويّة؟ أجابت الأمّ: الموائد يا ولدي تنقسم إلى موائد ماديّة وهي التي تحتوي على الأصناف التي تحبّها يا عليّ، وتستلذّ بنكهاتها وتحتاجها لبناء جسمكَ حتى تكبر. قال عليّ: وما هي الموائد المعنويّة يا أمّي؟ هل يوجد بها أصناف أخرى من الأطعمة اللذيذة؟ ضحكت الأمّ وقالت: هي موائد نحتاجها كثيرًا في حياتنا، إنّها موائد القرآن الكريم، فبه تتغذّىأرواحنا.. ونُسقى من عذب كلماته ومعانيه رواءً وفهمًا وعلمًا، وكُلّما اقتربنا منه وخاطبناه زادت حلاوته وعذوبته.. وبعد أن أنهت الأمّ حديثها أسرع عليّ إلى المكتبة ليحضر القرآن الكريم، وقال: ما أجمل شهر رمضان، لقد انتهينا الآن من موائد الطعام، ولننتقل سوياً إلى الموائد المعنويّة. ابتسمت الأمّ في وجه عليّ بعد أن وضع بين يديها القرآن الكريم وقال لها: هلّا قرأتِ لنا آيات من القرآن الكريم.