رياض الزهراء العدد 168 من على نهر العلقمي
حَتّى مَجيءِ الضّوءِ
أذبتُ فؤادَ الفؤادِ غرامـا.. وجرّحتُ ليلَ الليالي ملاما.. وعفّرتُ بالشوق خدَّ التمنّي.. وهوّمتُ أسقي الكلام كلاما.. يفتّشُ بين المتاهات ظلّي.. وأهمزُ بين الشتاتِ مقاما.. وفي هيـدبِ الروح دمـعُ انتحابي.. رفيفًا رفيفًا يصبّ الغماما.. فمن أينَ آتيكَ والذنبُ يقفـــو.. ويقرضُ في رحلتي ما استقاما؟ وتنّورُ جوعي يضجّ يباساً.. فأخبزُ بُرّ الفتات حطاما.. فيا رمضانُ ببابكَ طينٌ.. تشاغـل بالتيـــه حتى تنامـى.. هلالكَ من قزح لو تملّى.. ففي قامة الضوء يرفع هاما.. وطهركَ يجدل مولودَ عشـقٍ.. وسنين تحبلُ بدراً تماما.. تعيدُ الربيع الخرافيّ همساً.. بأغنية الكونِ عاماً فعامـا.. فكـن في القواريـر جـذراً أصيلاً يشفّ وبرعمه قد تسامى.. لتشهقكَ النفس صحوة طهرٍ.. بذاكرةٍ تستحثّ الصياما.. وأسكتْ حنين الشهور الخوالي.. ففي عينها بحر دمعٍ تهامى.. ولامسْ هجير الذنوب برودًا.. ركـوعًـا سجـودًا قعـودًا قياما وصِلْ رَحِم القلب حتى تناجي.. هداياكَ أوردتي والندامى.. سنفطر بالحبّ فالحبّ نهـرٌ.. على راحتيكَ يزيح السقاما.. ومطرقة الجوع تصقل صبرًا.. من الجانحات فتجلو الحراما.. وقرآنـكَ الشمـس بالنور يُتلى لتُورق فينا عطورُ الخزامى.. وخيط البياض إذا ما تدلّى.. لينحدر الليل عنه لثاما.. ثلاثون كوكبة من ضياءٍ.. فلمّا بدا القدرُ صار الوساما.. عليه المدارات فجراً تصلّي.. ترشّف بالبركات المساما.. وفي ليلة العيـد يصهل عمـرٌ نقيّ لدقّاته القلب هاما.. كريماً يهدهد طفل الأمانيّ.. وأحلامنا حفنة من يتامى.. وأزرار خيمتنا تشتهيه.. متى يقرع البابَ فينا سلاما؟