الكَدُّ باليَدِ

قال الله تعالى: ( لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ) (يس: 35) انطلاقاً من هذه الآية الشريفة ركَّز الإسلام أيّما تركيز على ضرورة العمل والكدّ باليد، فجميع الأنبياء الذين ذكرهم القرآن الكريم كان عملهم بأيديهم حتى قال تعالى: (أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ) (ص:45) وورد في الروايات الصحيحة أنَّ الإمام عليّا ً(عليه السلام) أعتق ألف مملوك من كدّ يده(1)، وعن الإمام الباقر (عليه السلام) أنّه قال: «كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يخرج في الهاجرة في الحاجة قد كفاها، يريد أن يراه الله يُتعب نفسه في طلب الحلال»(2)، ويتحدّث الإمام الصادق (عليه السلام) عن جدّه قائلًا: «كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يضرب بالمَرِّ -أي المسحاة- ويستخرج الأرضين»،(3) إضافةً إلى أنّه كان (عليه السلام) يحتطب، ويسقي، ويكنس، وكانت فاطمة (عليها السلام) تطحن، وتعجن، وتخبز(4)، وكان (عليه السلام) يخرج ومعه أحمال النوى فيُقال له: يا أبا الحسن، ما هذا معكَ؟ فيقول: «نخلٌ إن شاء الله، فيغرسه فما يُغادر منه واحدة»(5)، لذا لم يكن الإمام (عليه السلام) يأكل من بيت المال، بل كان طعامه نتاج زرعه، وعمله. يقول عليّ بن أبي حمزة: «رأيتُ أبا الحسن (عليه السلام) يعمل في أرض له قد استنقعت قدماه في العرق، فقلتُ له: جُعلتُ فداكَ أين الرجال؟ فقال: يا عليّ قد عمل باليد مَن هو خيرٌ منّي في أرضه ومن أبي، فقلت له: ومَن هو؟ فقال: رسول الله (صل الله عليه وآله) وأمير المؤمنين وآبائي (عليهم السلام) كلّهم كانوا قد عملوا بأيديهم، وهو من عمل النبيّين والمرسلين والأوصياء والصالحين».(6) ..................................... (1) وسائل الشيعة: ج17، ص14. (2) المصدر نفسه: ص23. (3)المصدر نفسه: ص37. (4)المصدر نفسه: ص40. (5) المصدر نفسه: ص41. (6)الكافي: ج5، 112.