رياض الزهراء العدد 169 شمس خلف السحاب
نَفَحَاتُ العَهدِ
هدوء، أنفاس نقيّة تسبّح وترتّل وأرواح إيمانيّة أدركت معنى الصلاة فسجدت في محرابها هكذا كنتُ أرى أرواح المنتظرين تحلّق في سماء حبّهم للمعشوق عند صلاة الفجر، وترتيل دعاء العهد حيث تجلّت حروف الحبّ لترسم بلوحة البهاء نوراً يتجلّى في محضره، تهافتت الكلمات لتقول إنّها أحبّتكَ، وتسارعت نبضات القلوب لترسم آيات العشق في كتابكَ القدسيّ تلك القلوب التي تنتظركَ منذ (1186) عاماً كانت لي حكاية مع هذا الحبيب الغائب كباقي المحبّين حيث رسمتُ في قلبي اسمه، بعد صوت خافت سمعتُه من الوجدان عرفتُ أنّه كان يسمعني فقلتُ: (اللّهم إنّي أجدّدُ له في صبيحةِ يومي هذا عهداً وعقداً وبيعةً له في عنقي...).(1) كلّ يوم أجدّد عهد الحبّ لكَ يا سيديّ.. وأذرف دموع الشوق عليكَ وأتساءل: أينَ أنتَ يا أيّها العزيز؟ نفحات عهد الصباح للمنتظرين فلسفة لا يعرفها إلّا مَن ذاق وارتوى من حبّ الإمام (عليه السلام) كلّ كلمة فيه كأنّها سيمفونيّة حبّ في ليلة هادئة باردة كلّ كلمة فيه تعبّر عن انتظارنا إيّاكَ (واكحلْ ناظري بنظرة منّي إليه).(2) تلك العيون التي اشتاقت لطلعتكَ، كحّلها أيّها الحبيب برؤيتكَ يختم المحبّ مردّداً آخر نفحة من نفحات هذا الدعاء، يختمها بأمل وحبّ وانتظار: (ونراه قريباً).(3) .............................. (1) (2) (3) بحار الأنوار: ج53، ص96.