رياض الزهراء العدد 169 شمس خلف السحاب
مَاذَا لَوْ..؟
ذات مرّة حدّثتُ نفسي قائلةً: ماذا لو رأيتُه؟ عن أيّ شيء سأحدّثه؟ عن الاشتياق الذي هو مجرّد لقلقة لسان، أم عن تلك الأشياء التي تحزّ في داخلي، أحدّثه عن أنّي والله أهوى أن أكون معه، أم أنّ الدنيا لا تترك لي المجال في ذلك؟ أم أنّني أنسى حتّى نفسي بلقياه، أودّ أنّني أراه لأرمي بنفسي بين يديه وأقول له: امسح على قلبي فإنّه أسيرٌ بيد الهوى. جئتكَ متثاقلة حاملةً روحي بين جسد هزيل، ماذا لو تحقّق ذلك وانتشلني ممّا أنا فيه ومسح عنّي غبار البُعد والخيبات، ولا يردّني إلّا بعلاج يداوي قلبي؟ وأخذ بيدي ودعا الله تعالى بأن يفتح لي أبواب السعادة في الدنيا والآخرة، وأبقى مشمولة بدعائه كلّ يوم، ويذكر اسمي عند كلّ صلاة، فهل ستبقى روحي مريضة متكاسلة؟ لا والله تعالى بل إنّها ستسرّ سروراً ويطيب لي عيش الدنيا بقربه، ولا يبقى لشيطان ذكر بقلبي ولا في حياتي.