سَيِّدَاتٌ يَروِينَ تَجَارِبَهُنَّ ..

نادية حمادة الشمري
عدد المشاهدات : 208

سَيِّدَاتٌ يَروِينَ تَجَارِبَهُنَّ "العَمَلُ عَنْ بُعدٍ" هَاجِسُ سَعَادَةٍ في الوَهلَةِ الأُولى.. ومِفتَاحٌ لِلتَّقَارُبِ الاجتِمَاعِيّ عَلى المَدى البَعِيدِ.. ثمّة تجارب خاصّة بالسيّدات مليئة بالدروس والعِبر، تجارب لو تمّ جمعها لأصبحت بمثابة كتاب مفتوح، يمكن لكلّ النساء الإفادة منه. البعض يرى في التجارب التي يمرّ بها الإنسان محطّات مفيدة في حياته، تقوّي معارفه وتصلّب عزيمته وتزيد خبرته في الحياة، كيف إذا كانت التجارب على تنوّعها لا تفارق الواقع، تبقى لتلك المتعلّقة بمجال العمل خارج المنزل نكهة متميّزة على الصعيدين الإيجابيّ والسلبيّ، سألنا عدداً من السيّدات عن كيف يمكن لنا استثمار إيجابيّات العمل عن بُعد وتفادي سلبيّاته في زمن كورونا؟ تجربة جديدة مرقمنة تبيّن الإعلاميّة نهاوند داخل العبوديّ/ إذاعة الكفيل، قائلةً: العمل عن بُعد تجربة جديدة، سيكون لها أثر عظيم في الإعلام، وهي فرصة جديدة لترتيب الأولويّات لما نقدّمه من برامج، وزيادة مساحة العلاقات الاجتماعيّة؛ لكنّها في الوقت ذاته فرضت على الإعلاميّ ضغوطاً غير مسبوقة، منها صعوبة التنقّل، بخاصّة في البرامج الميدانيّة، وأجده اختباراً قويّاً لاستعداده في التعامل رقميّاً مع كلّ شيء. مرمى العدوى لم يكن مشوار الدكتورة أسامة نعمة الحميريّ/ جلديّة وتجميل سهلًا، وحول تجربتها في العمل عن بُعد قالت: مهنة الطبّ مهنة من سماتها الإشراف على الحالات المرضيّة للتشخيص الصحيح، فكانت أبرز اهتماماتنا في بداية جائحة كورونا هو الحفاظ على استمراريّة أنشطتنا الطبيّة وضمان توافرها لمَن يحتاجها، بدأنا أولى أنشطتنا لمكافحة فيروس كورونا المستجدّ في يناير/ كانون الثاني2020م، حيث ارتكز عملنا على التوعية الصحيّة حول الفيروس، وتعزيز أنشطة الوقاية من العدوى ومكافحتها وإجراء التدريبات حولها، بخاصّة في المرافق الصحيّة، ولدى الفئات الأكثر عرضة للإصابة. وسرعان ما وسّعنا نطاق أنشطتنا التي كانت قائمة قبل بداية الجائحة لمناطق ذوي الدخل المحدود، لتكون الخطوة الثانية في النصف الثاني من عام 2020م، هي دمج أنشطة مكافحة المرض في مشاريعنا المعتادة، أمّا اليوم وفيما يواجه العالم موجاتٍ جديدة من تفشّي المرض، فقد بدأنا بالتواصل مع المرضى عن بُعد، وهو جانب مهمّ للمريض في التواصل، ومن هذا الجانب استطعنا التواصل عن بُعد، وليس العمل عن بُعد فنحن من نصدّ هجمات العدوى. قهر المستحيل بدورها تؤمن السيّدة غادة دمشق/ مفهرسة المكتبة الوطنيّة اللبنانيّة بأنّ: الحرص المستمرّ للملاك الإداريّ و موظّفي المكتبة على التواجد الفعّال في مختلف الفعاليّات والمؤتمرات التي تهدف إلى تطوير الاستخدام الفاعل للأدوات المعزّزة للتعلّم الافتراضيّ، وضمان استمرار عمل الجهات الداعمة لعمليّة التعلّم بدون توقّف عن طريق الظروف الاستثنائيّة الحاليّة -مشيرةً إلى أهميّة المشاركة في مثل هذه الفعاليّات- يُمكّن فريق المعهد الإداريّ والتدريبيّ من مواجهة التحديّات التي تواجه عمليّة التعلّم عن بُعد، إضافة إلى تعزيز قدرتهم على تقديم تجربة تعلّم افتراضيّ مميّزة وفاعلة، مضيفةً أنّ عمليّات التحوّل الرقميّ في مركز مصادر التعلّم نافذة نستطيع عن طريقها الابتكار والتعاون والتعلّم من الآخرين، والانفتاح على الجهات الفاعلة من غير المكتبات. رسائل إلهيّة ومن جانبها، تؤكّد غادة مصطفى/ مهندسة/ أمريكا، على أنّ العمل عن بُعد بالفعل يحقّق تحسيناً في الأداء والإنتاجيّة لدى السيّدات؛ لأنهنّ أصبحنَ أقلّ عرضةً لتضييع الوقت بسبب التأخّر في الوصول إلى مَقرّ العمل، وكذلك العودة إلى المنزل وتضييع الوقت في الأحاديث مع الزملاء، هذا من جهة الإيجابيّات، أمّا من جهة السلبيّات فهو قلّة التركيز في إنجاز العمل المطلوب لقربها من أطفالها، فبيئة العمل المكتبيّة بالفعل مليئة بعوامل التركيز، علمًا بأنّ العمل من المنزل يحقّق للكثيرات توافر المزيد من الوقت الذي يتحتّم علينا قضاءه مع الأسرة، وهو ما نبحث عنه لتقوية الروابط الأسريّة والحفاظ على الصحّة النفسيّة للأبناء بوجه خاصّ والأسرة بوجه عامّ، وهي بمنزلة رسائل إلهيّة لنا من أجل الحفاظ على الروابط الأسريّة. مضمار للنقاش وتوضّح الأستاذة مريم رضا/ مدرّسة/ العراق، قائلةً: العمل من المنزل يبدو للكثيرين أنّه أسهل بكثير، لكن في الحقيقة يحتاج إلى الكثير من الجهد لتحقيق المطلوب منه في ظلّ إمكانات تكنولوجيّة أقلّ ممّا في محيط العمل، مثلما أنّه يقلّل من النقاشات بين الزملاء، والتي لها دور كبير في التشجيع على مواصلة العمل من جانب الابتكار، وأجد أنّ البقاء في البيت يقلّل من الخبرات التي يستفيد منها الموظّف من الزملاء الأقدم والأكثر خبرة منه. تأثيرات إيجابيّة تجد وجدان قاسم/ مترجمة/ العراق، أنّ للعمل عن بُعد إيجابيّات تتمثّل بكونها أدّت إلى التوجّه للاستفادة من التطوّر التكنولوجيّ واستثماره في تطوير آليّات العمل، فهو يوفّر فرصة انتشار المعلومات والنشاطات وعرضها عرضاً أوسع ممّا كان عليه، مثلما يوفّر فرصة الاطّلاع على تأثيره في المجتمع ونتائجه بشكل مباشر، وتقييم هذا التأثير. تقدير العلاقات الاجتماعيّة تبيّن غدير شمسيّ/ مصمّمة أزياء إسلاميّة/ لبنان، قائلةً: وتيرة العمل المتواصل ومتطلّبات العمل قد جعلت منّي شخصاً بعيداً كلّ البعد عن كبار السنّ من عائلتي، فكانوا الجزء غير المرئيّ، وفي أزمة كورونا وبسبب العمل عن بُعد استطعت التواصل معهم وأصبحوا بالنسبة إليّ الجزء المهمّ في حياتي بتوفير وقت كافٍ لمتابعة الحالة الصحيّة لهم وتوفير وقت للتحدّث معهم، ولعلّه تطبيق عمليّ لما ننتظره من أولادنا وأحفادنا في المستقبل وهو حُسن المعاملة. إذن اصرّت نون النسوة على أن يبحثنَ عن الإيجابيّات في المجال العمليّ فيُصبنَ الهدف في نهاية المطاف، بعد أن أدركنَ أنّ طريق الألف ميل يبدأ بخطوة، وعليهنَّ أن يستفدنَ منها.